تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤١٢
مسعود قال أيما رجل جلب شيئا ما إلى مدية من مدائن المسلمين صابرا محتسبا فباعه بسعر يومه كان عند الله بمنزلة الشهداء ثم قرأ عبد الله (وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله) (فاقرؤا ما تيسر منه) أي ما تيسر عليكم من القرآن قال أهل التفسير كان هذا في صدر الإسلام ثم نسخ بالصلوات الخمس وذلك قوله (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا) قال ابن عباس يريد سوى الزكاة من صلة الرحم وقري الضيف (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا) تجدوا ثوابه في الآخرة أفضل مما أعطيتم (وأعظم أجرا) من الذي أخرتم ولم تقدموه ونصب (خير وأعظم) على المفعول الثاني فإن الوجود إذا كان بمعنى الرؤية يتعدى إلى مفعولين وهو فصل في قول البصريين وعماد في قول الكوفيين لا محل لها في الإعراب أخبرنا أبو القاسم يحيى بن علي الكشمهيني أنا أبو نصر أحمد بن علي البخاري بالكوفة أنا أبو القاسم نصر بن أحمد الفقيه بالموصل ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا أبو خثيمة ثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ أيكم ماله أحب إليه من مال وارثه \ قالوا ما نعلم إلا ذلك يا رسول الله قال \ ما منكم رجل إلا مال وارثه أحب إليه من ماله \ قالوا كيف يا رسول الله قال \ إنما مال أحدكم ما قدم ومال وارثه ما أخر \ (واستغفروا الله) لذنوبكم (إن الله غفور رحيم) سورة المدثر مكية وهي ست وخمسون آية المدثر الآية 1 5 أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا يحيى ثنا وكيع عن علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير قال سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن قال (يا أيها المدثر) قلت يقولون (إقرأ باسم ربك) وقال أبو سلمة سألت جابر بن عبد الله عن ذلك وقلت له مثل الذي قلت فقال لي جابر لا أحدثك إلا بما حدثنا رسول
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»