المعارج الآية 2 4 عبد الرحمن بن زيد بن أسلم والأول أصح واختلفوا في الباء في قوله (بعذاب) قيل هي بمعنى (عن) كقوله (فاسئل به خبيرا) أي عنه خبير ومعنى الآية سأل سائل عن عذاب (واقع) نازل كائن على من ينزل ولمن ذلك العذاب 2 فقال الله مبينا مجيبا لذلك السائل (للكافرين) وذلك أن أهل مكة لما خوفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعذاب قال بعضهم لبعض من أهل هذا العذاب ولمن هو سلوا عنه محمدا فسألوه فأنزل الله (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين) أي هو للكافرين هذا قول الحسن وقتادة وقيل التاء صلة ومعنى الآية دعا داع وسأل سائل عذابا واقعا للكافرين أي على الكافرين اللام بمعنى على وهو النضر بن الحارث حيث دعا على نفسه وسأل العذاب فقال اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك الآية فنزل به ما سأل يوم بدر فقتل صبرا وهذا قول ابن عباس ومجاهد (ليس له دافع) 3 (من الله) أي بعذاب من الله (ذي المعارج) قال ابن عباس أي ذي السماوات سماها معارج لأن الملائكة تعرج فيها وقال سعيد بن جبير ذي الدرجات وقال قتادة ذي الفواضل والنعم ومعارج الملائكة 4 (تعرج الملائكة) قرأ الكسائي (يعرج) بالياء وهي قراءة ابن مسعود وقرأ الآخرون (تعرج) بالتاء (والروح) يعني جبريل عليه السلام (إليه) أي إلى الله عز وجل (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) من سني الدنيا لو صعد غير الملك من بني آدم من منتهى أمر الله تعالى من أسفل الأرض السابعة إلى منتهى أمر الله تعالى من فوق السماء السابعة لما صعد في أقل من خمسين ألف سنة والملك يقطع ذلك كله في ساعة واحدة وروى ليث عن مجاهد أن مقدار هذا خمسين ألف سنة وقال محمد بن إسحاق لو سار بنو آدم من الدنيا إلى موضع العرش ساروا خمسين ألف سنة وقال عكرمة وقتادة هو يوم القيامة وقال الحسن أيضا هو يوم القيامة وأراد أن موقفهم للحساب حتى يفصل بين الناس خمسون ألف سنة من سني الدنيا ليس يعني به أن مقدار طوله هذا دون غيره لأن يوم القيامة له أول وليس له آخر لأنه يوم ممدود ولو كان له آخر لكان منقطعا وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال هو يوم القيامة يكون على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة أخبرنا أبو الفرج المظفر بن إسماعيل التميمي أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ثنا عبد الله بن سعيد ثنا أسد بن موسى ثنا ابن لهيعة عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فما أطول هذا اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا \ وقيل معناه لو ولي محاسبة
(٣٩٢)