تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٨٤
القلم الآية 44 51 44 (فذرني ومن يكذب بهذا الحديث) أي فدعني والمكذبين بالقرآن وخل بيني وبينهم قال الزجاج معناه لا تشغل قلبك به وكله إلي فإني أكفيك أمره (سنستدرجهم) سنأخذهم بالعذاب (من حيث لا يعلمون) فعذبوا يوم بدر 54 48 (وأملي لهم إن كيدي متين) (أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون أم عندهم الغيب فهم يكتبون فاصبر لحكم ربك) اصبر على أذاهم لقضاء ربك (ولا تكن) في الضجر والعجلة (كصاحب الحوت) وهو يونس بن متى (إذ نادى) ربه وهو في بطن الحوت (وهو مكظوم) مملوء غما 49 (لولا أن تداركه) أدركه (نعمة من ربه) حين رحمه وتاب عليه (لنبذ بالعراء) لطرح بالفضاء من بطن الحوت (وهو مذموم) يذم ويلام بالذنب 50 51 (فاجتباه ربه) اصطفاه (فجعله من الصالحين وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم) وذلك أن الكفار أرادوا أن يصيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعين فنظر إليه قوم من قريش وقالوا ما رأينا مثله ولا مثل حججة وقيل كانت العين في بني أسد حتى كانت الناقة والبقرة السمينة تمر بأحدهم فيعاينها ثم يقول يا جارية خذي المكتل والدراهم فاتينا بشيء من لحم هذه فما تبرح حتى تقع بالموت فتنحر وقال الكلبي كان رجل من العرب يمكث لا يأكل يومين أو ثلاثا ثم يرفع جانب خبائه فتمر به الإبل فيقول لم أر كاليوم إبلا ولا غنما أحسن من هذه فما تذهب إلا قليلا حتى تسقط منها طائفة وعدة فسأل الكفار هذا الرجل أن يصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعين ويفعل به مثل ذلك فعصم الله نبيه وأنزل (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم) أي ويكاد ودخلت اللام في (ليزلقونك) لمكان أن وقرأ أهل المدينة (ليزلقونك) بفتح الياء والآخرون بضمها وهما لغتان يقال زلقه يزلقه زلقا وأزلقه يزلقه أزلاقا قال ابن عباس معناه ينفذونك يقال زلق السهم إذا أنفذ قال السدي يصيبونك بعيونهم قال النضير بن شميل يعينونك وقيل يزيلونك وقال الكلبي يصرعونك وقيل يصرفونك عما أنت عليه من تبليغ الرسالة قال ابن قتيبة ليس يريد أنهم يصيبونك بأعينهم كما يصيب العائن بعينه ما يعجبه وإنما أراد ينظرون إليك إذا قرأت القرآن نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء يكاد يسقطك
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»