القلم الآية 52 وقال الزجاج يعني من شدة عداوتهم يكادون ينظرهم نظر البغضاء أن يصرعوك وهذا مستعمل في الكلام يقول القائل نظر إلي نظرا يكاد يصرعني ونظرا يكاد يأكلني يدل على صحة هذا المعنى أنه قرن هذا النظر بسماع القرآن وهو قوله (لما سمعوا الذكر) وهم كانوا يكرهون ذلك أشد الكراهية فيحدون إليه النظر بالبغضاء (ويقولون إنه لمجنون) أي ينسبونه لجنون إذا سمعوه يقرأ القرآن 52 فقال الله تعالى (وما هو) يعني القرآن (إلا ذكر للعالمين) قال ابن عباس موعظة للمؤمنين قال الحسن دواء أصابة العين أن يقرأ الإنسان هذه الآية أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي ثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه أنا أبو هريرة رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ العين حق \ ونهى عن الوشم أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ثنا السيد أبو الحسن بن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أبو نضر بن محمد بن حمدويه بن سهل المروزي ثنا محمود بن آدم المروزي ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عروة بن عامر عن عبيد بن رفاعة الزرقي أن أسماء بنت عميس قالت يا رسول الله إن ابني جعفر تصيبهم العين أفأسترقي لهم قال نعم فلو كان شيء يسبق القضاء لسبقته العين سورة الحاقة مكية وهي اثنتان وخمسون آية الحاقة الآية 1 3 1 (الحاقة) يعني القيامة سميت حاقة لأنها حقت فلا كاذبة لها وقيل لأن فيها حواق الأمور وحقائقها ولأن فيها يحق الجزاء على الأعمال أي يجب يقال حق عليه الشيء إذا وجب يحق حقوقا قال الله تعالى (ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين) قال الكسائي الحاقة يوم الحق 2 (ما الحاقة) هذا استفهام معناه التفخيم لشأنها كما يقال زيد ما زيد على التعظيم لشأنه 3 (وما أدراك ما الحاقة) أي أنك لا تعلمها إذ لم تعاينها ولم تر ما فيها من الأهوال
(٣٨٥)