تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٨٦
الحاقة الآية 4 10 4 (كذبت ثمود وعاد بالقارعة) قال ابن عباس وقتادة بالقيامة سميت قارعة لأنها تقرع قلوب العباد بالمخافة وقيل كذبت بالعذاب الذي أوعدهم نبيهم حتى نزل بهم فقرع قلوبهم 5 (فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية) أي بطغيانهم وكفرهم قيل هي مصدر وقيل نعت أي بأفعالهم الطاغية وهذا معنى قول مجاهد كما قال (كذبت ثمود بطغواها) وقال قتادة بالصيحة الطاغية وهي التي جاوزت مقادير الصياح فأهلكتهم وقيل طغت على الخزان كما طغى الماء على قوم نوح 6 (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية) عتت على خزائنها فلم تطعهم ولم يكن لهم عليها سبيل وجاوزت المقدار فلم يعرفوا كم خرج منها 7 (سخرها عليهم) أرسلها عليهم وقال مقاتل سلطها عليهم (سبع ليال وثمانية أيام) قال وهب هي الأيام التي تسميها العرب أيام العجوز ذات برد ورياح شديدة قيل سميت عجوزا لأنها عجز الشتاء وقيل سميت بذلك لأن عجوزا من قوم عاد دخلت سربا فتبعتها الريح فقتلتها اليوم الثامن من نزول العذاب وانقطع العذاب (حسوما) قال مجاهد وقتادة متتابعة ليس فيها فترة فعلى هذا هو حسم الكي وهو أن يتابع على موضع الداء بالمكوة حتى يبرأ ثم قيل لك شيء توبع حاسم وجمعه حسوم مثل شاهد وشهود وقال الكلبي ومقاتل حسوما دائمة وقال النضر بن شميل حسمتهم قطعتهم وأهلكتهم والحسم القطع والمنع ومنه حسم الداء قال الزجاج أي تحسمهم حسوما تفنيهم وتذهبهم وقال عطية شؤما كأنها حسمت الخير عن أهلها (فترى القوم فيها) أي في تلك الليالي والأيام (صرعى) هلكى جمع صريع (كأنهم أعجاز نخل خاوية) ساقطة وقيل خالية الأجواف 8 (فهل ترى لهم من باقية) أي من نفس باقية يعني لم يبق منهم أحد 9 (وجاء فرعون ومن قبله) قرأ أهل البصرة والكسائي بكسر القاف وفتح الباء أي ومن معه من جنوده وأتباعه وقرأ الآخرون بفتح القاف وسكون الباء أي ومن قبله من الأمم الكافرة (والمؤتفكات) يعني أي قرى قوم لوط يريد أهل المؤتفكات وقيل يريد الأمم الذين ائتفكوا بخطيئتهم (بالخاطئة) أي بالخطيئة والمعصية وهي الشرك 10 (فعصوا رسول ربهم) يعني لوطا وموسى (فأخذهم أخذة رابية) نامية قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما شديدة وقيل زائدة على عذاب الأمم
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»