تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٧٨
القلم الآية 11 15 11 (هماز) مغتاب يأكل لحوم الناس بالطعن والغيبة وقال الحسن هو الذي يغمز بأخيه في المجلس كقوله (همزة) (مشاء بنميم) قتات يسعى بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم 12 (مناع للخير) بخيل بالمال قال ابن عباس مناع للخير أي للإسلام يمنع ولده وعشيرته عن الإسلام يقول لئن دخل واحد منكم في دين محمد لا أنفعه بشيء أبدا (معتد) ظلوم يتعدى الحق (أثيم) فاجر 13 (عتل) العتل الغليظ الجافي وقال الحسن هو الفاحش الخلق السئ الخلق قال الفراء هو الشديد الخصومة في الباطل وقال الكلبي هو الشديد في كفره وكل شديد عند العرب عتل وأصله من العتل وهو الدفع بالعنف قال عبيد بن عمير العتل الأكول الشروب القوي الشديد لا يزن في الميزان شعيرة يدفع الملك من أولئك سبعين ألفا دفعة واحدة (بعد ذلك) أي مع ذلك يريد مع ما وصفناه به (زنيم) وهو الدعي الملصق بالقوم وليس منهم قال عطاء عن ابن عباس يريد مع هذا هو دغي في قريش وليس منهم قال مرة الهمداني إنما ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة وقيل الزنيم الذي له زنمة كزنمة الشاة وروى عكرمة عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية نعت من لا يعرف حتى قيل زنيم فعرف وكانت له زنمة في عنقه يعرف بها وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس قال يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها قال ابن قتيبة لا نعلم أن الله وصف أحدا ولا ذكر من عيوبه ما ذكر من عيوب الوليد بن المغيرة فألحق به عارا لا يفارقه في الدنيا والآخرة أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو مصور محمد بن محمد بن سمعان الواعظ حدثني أبو محمد بن زنجويه بن محمد ثنا علي بن الحسين الهمداني ثنا عبد الله بن الوليد العوفي عن سفيان حدثني معبد بن خالد القيسي عن حارث بن وهب الخزاعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لا أبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ متكبر \ 14 (أن كان ذا مال وبنين) قرأ أبو جعفر وابن عامر وحمزة وأبو بكر ويعقوب (أأن) بالاستفهام ثم حمزة وأبو بكر يخففان الهمزتين بلا مد ويمد الهمزة الأولى أبو جعفر وابن عامر ويعقوب ويلينون الثانية وقرأ الآخرون بلا استفهام على الخبر فمن قرأ بالاستفهام فمعناه ألأن كان ذا مال وبنين 15 (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) أي جعل مجازاة النعم التي خولها من البنين والمال الكفر بآياتنا وقيل معناه ألأن كان ذا مال وبنين تطيعه ومن قرأ على الخبر فمعناه لا تطع كل حلاف مهين لأن كان ذا مال وبنين أي لا تطعه لماله وبنيه (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين)
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»