تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣١٢
المجادلة الآية 17 22 17 18 (لن تغني عنهم) يوم القيامة (أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له) كاذبين ما كانوا مشركين (كما يحلفون لكم) في الدنيا (ويحسبون أنهم على شيء) من أيمانهم الكاذبة (ألا إنهم هم الكاذبون) 19 20 (استحوذ) غلب واستولى (عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين) الأسفلين أي هم في جملة من يلحقهم للذل في الدنيا والآخرة 21 (كتب الله) قضى الله قضاء ثابتا (لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز) نظيره قوله (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين أنهم لهم المنصورون) قال الزجاج غلبة الرسل على نوعين من بعث منهم بالحرب فهو غالب بالحرب ومن لم يؤمر بالحرب فهو غالب بالحجة 22 قوله عز وجل (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) الآية أخبر أن إيمان المؤمنين يفسد بموادة الكفار وأن من كان مؤمنا لا يوالي من كفر وإن كان من عشيرته قيل نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حين كتب إلى أهل مكة وسيأتي في سورة الممتحنة إن شاء الله عز وجل وروى مقاتل بن حيان عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود في هذه الآية قال ولو كانوا آباءهم يعني أبا عبيدة بن الجراح قتل أباه عبد الله بن الجارح يوم أحد أو أبناءهم يعني أبا بكر دعا ابنه يوم بدر إلى البراز وقال يا رسول الله دعني أكن في الرحلة الأولى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم متعنا بنفسك يا أبا بكر أو إخوانهم يعني مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أحد عشيرتهم يعني عمر قتل خاله العاص بن هاشم بن المغيرة يوم بدر وعليا وحمزة وعبيدة قتلوا يوم بد رعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان) أثبت التصديق في
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»