المجادلة الآية 12 هذه الآية ولنرغبنكم في العلم فإن الله تعالى يقول (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) المؤمن من العالم فوق الذي لا يعلم درجات أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان ثنا أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الهروي أنا محمد بن يونس القرشي أنا عبد الله بن داود ثنا عاصم بن رجاء بن حيوة حدثني داود بن جميل عن كثير بن قيس قال كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاء رجل فقال يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما كانت لك حاجة غيره قال لا قال ولا جئت لتجارة قال لا قال ولا جئت إلا رغبة فيه قال نعم قال فإنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن السماوات والأرض والحوت في الماء لتدعوا له وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أبو علي الحسين بن أحمد بن إبراهيم السراج أنا الحسن بن يعقوب العدل ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء ثنا جعفر بن عون أنا عبد الرحمن بن زياد عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلسين في مسجده أحد المجلسين يدعون الله ويرغبون إليه والآخر يتعلمون الفقه ويعلمونه قال \ كلا المجلسين على خير وأحدهما أفضل من صاحبه أما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعمهم وأما هؤلاء فيتعملون الفقه ويعلمون الجاهل فهؤلاء أفضل وإنما بعثت معلما ثم جلس فيهم \ 12 قوله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم) أمام مناجاتكم (صدقة) قال ابن عباس وذلك أن الناس سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثروا حتى شقوا عليه فأراد الله أن يخفف على نبيه ويثبطهم ويردعهم عن ذلك فأمرهم أن يقدموا صدقة على المناجاة مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقال مقاتل بن حيان نزلت في الأغنياء وذلك أنهم كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيكثرون مناجاته ويغلبون الفقراء على المجالس حتى كره النبي صلى الله عليه وسلم طول جلوسهم ومناجاتهم فلما رأوا ذلك انتهوا عن مناجاته فأما أهل العسرة فلم يجدوا شيئا وأما أهل الميسرة فضنوا واشتد ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الرخصة قال مجاهد نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا فلم يناجه إلا علي رضي الله عنه تصدق بدينار وناجاه ثم نزلت الرخصة فكان علي رضي الله عنه يقول آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي وهي آية المناجة وروي عن علي رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٣١٠)