تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٠٧
المجادلة الآية 5 8 صابر لذلك قال فاعتق رقبة فضربت صفحة عنقي بيدي فقلت لا والذي بعثك بالحق ما أملك غيرها قال فصم شهرين متتابعين فقلت يا رسول الله وهل أصابني ما أصابني إلا من الثيام قال فأطعم ستين مسكينا قلت والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشيا ما لنا عشيا قال اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له فليدفعها إليك فأطعم عنك منها وسقا ستين مسكينا ثم استعن بسائره عليك وعلى عيالك قال فرجعت إلى قومي فقلت وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ووجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم السعة والبركة أمر لي بصدقتكم فادفعوها إلي قال فدفعوها إليه (ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله) لتصدقوا ما أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم من الله عز وجل (وتلك حدود الله) يعني ما وصف من الكفارات في الظهار (وللكافرين عذاب أليم) قال ابن عباس لمن جحده وكذب به 5 (إ الذين يحادون الله ورسوله) أي يعادون الله ورسوله ويشاقون ويخالفون أمرهما (كبتوا) أذلوا وأخزوا وأهلكوا (كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا) إليك (آيات بينات وللكافرين عذاب مهين) 6 7 (يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله) حفظ الله أعمالهم (ونسوه والله على كل شيء شهيد ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون) قرأ أبو جعفر بالتاء لتأنيث النجوى وقرأ الآخرون بالياء لأجل الحائل (من نجوى ثلاثة) أي من سرار ثلاثة يعني من المسارة أي ما من شيء يناجي به الرجل صاحبيه (إلا هو رابعهم) بالعلم وقيل معناه ما يكون من متناجين ثلاثة يسار بعضهم بعضا إلا هو رابعهم بالعلم يعلم نجواهم ولا خمسة إلا هو سادسهم (ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا) قرأ يعقوب أكثر بالرفع على محل الكلام قبل دخول من (ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم) 8 (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى) نزلت في اليهود والمنافقين وذلك أنهم كانوا يتناجون فيما بينهم دون المؤمنين وينظرون إلى المؤمنين ويتغامزون بأعينهم يوهمون المؤمنين أنهم يتناجون فيما يسوءهم
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»