المجادلة الآية 9 10 فيحزنون لذلك ويقولون ما نراهم إلا وقد بلغهم عن إخواننا الذين جرحوا في السرايا قتل أو موت أو هزيمة فيقع ذلك في قلوبهم ويحزنهم فلما طال ذلك عليهم وكثر شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن لا يتناجوا دون المسلمين فلم ينتهوا عن ذلك وعادوا إلى مناجاتهم فأنزل الله (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى) أي المناجاة (ثم يعودون لما نهوا عنه) أي يرجعون إلى المناجاة التي نهوا عنها (ويتناجون) قرأ الأعمش وحمزة و (ينتنجون) على وزن يفتعلون وقرأ الآخرون (ويتناجون) لقوله (إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول) وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد نهاهم عن النجوى فعصوه (وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله) وذلك أن اليهود كانوا يدخلونها على النبي صلى الله عليه وسلم (ويقولون) السام عليك والسام الموت وهم يوهمونه أنهم يقولون السلام عليك وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم فيقول عليك فإذا خرجوا قالوا (في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول) يريدون لو كان نبيا حقا لعذبنا الله بما نقول قال الله عز وجل (حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير) أخبرنا عبد الواحد المليح أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الوهاب ثنا أبو أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة أن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وقال والسام عليك قال وعليكم فقالت عائشة السام عليكم ولعنكم الله وغضب عليكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا عائشة عليك بالرف وإياك والعنف والفحش قالت أو لم تسمع ما قالوا قال أو لم تسمعي ما قلت ردت عليهم فيستجاب لي فيهم ولا يستجاب لهم في ثم إن الله نهى المؤمنين أن يتناجوا فيما بينهم كفعل المنافقين واليهود 9 فقال (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصيرة الرسول) أي كفعل المنافقين واليهود وقال مقاتل أراد بقوله آمنوا المنافقين أي آمنوا بلسناهم قال عطاء يريد الذين آمنوا بزعمهم قال لهم لا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول (وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون) 10 (إنما النجوى من الشيطان) أي من تزيين الشيطان (ليحزن الذين آمنوا) أي إنما يزين لهم ذلك ليحزن المؤمنين (وليس) التناجي (بضارهم شيئا) وقيل ليس الشيطان بضارهم شيئا (إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون) أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري أنا جدي أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار أنا أبو بكر محمد بن زكريا العذافري أنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث إلا بإذنه فإن ذلك يحزنه \
(٣٠٨)