تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣١١
المجادلة الآية 13 16 فقال أما ترى دينارا قلت لا يطيقونه قال فكم قلت حبة أو شعيرة قال إنك لزهيد فنزلت (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) قال علي رضي الله تعالى عنه فبي قد خفف الله عن هذه الأمة (ذلك خير لكم) يعني تقديم الصدقة على المناجاة (وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم) يعني الفقراء الذين لا يجدون ما يتصدقون به معفو عنهم 13 (أأشفقتم أن تقدموا) قال ابن عباس أبخلتم والمعنى أخفتم العيلة والفاقة إن قدمتم (بين يدي نجواكم صدقات فإذا لم تفعلوا) ما أمرتم به (وتاب الله عليكم) تجاوز عنكم ولم يعاقبكم بترك الصدقة وقيل الواو صلة مجازه فإن لم تفعلوا تاب الله عليكم تجاوز عنكم وخفف عنكم ونسخ الصدقة قال مقاتل بن حيان كان ذلك عشر ليال ثم نسخ وقال الكلبي ما كانت إلا ساعة من نهار (فأقيموا الصلاة) المفروضة (وآتوا الزكاة) الواجبة (وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون) 14 (ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم) نزلت في المنافقين تولوا اليهود وناصحوهم ونقلوا أسرار المؤمنين إليهم وأراد بقوله (غضب الله عليهم) اليهود (ما هم منكم ولا منهم) يعني المنافقين ليسوا من المؤمنين في الدين والولاية ولا من اليهود والكافرين كما قال (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء) (ويحلفون على الكذب وهم يعلمون) قال السدي ومقاتل نزلت في عبد الله بن نبتل المنافق كان يجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرفع حديثه إلى اليهود فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة من حجراته إذ قال يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعني شيطان فدخل عبد الله بن نبتل وكان أزرق العينين فقال النبي صلى الله عليه وسلم \ علام تشتمني أنت وأصحابك فحلف بالله ما فعل وجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه فأنزل الله عز وجل هذه الآيات فقال (ويحلفون على الله الكذب وهم يعلمون) أنهم كذبة 15 16 (أعذ الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون اتخذوا أيمانهم) الكاذبة (جنة) يستجنون بها من القتل ويدفعون بها عن أنفسهم وأموالهم (فصدوا عن سبيل الله) صدوا المؤمنين عن جهادهم بالقتل وأخذ أموالهم (فلهم عذاب مهين)
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»