الحشر الآية 13 16 13 (لأنتم) يا معشر المسلمين (أشد رهبة في صدورهم من الله) أي يرهبونكم أشد من رهبتهم من الله (ذلك) أي ذلك الخوف منكم (بأنهم قوم لا يفقهون) عظمة الله 14 (لا يقاتلونكم) يعني اليهود (جميعا إلا في قرى محصنة) أي لا يبرزون لقتالكم إنما يقاتلونكم متحصنين بالقرى والجدران وهو قوله (أو من وراء جدر) قرأ ابن كثير وأبو عمرو (جدار) على الواحد وقرأ الآخرون (جدر) بضم الجيم والدار على الجمع (بأسمهم بينهم شديد) أي بعضهم فظ على بعض وعداوة بعضهم بعضا شديدة وقيل بأسهم فيما بينهم من وراء الحيطان والحصون شديدة فإذا خرجوا لكم فهم أجبن خلق الله (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) متفرقة مختلفة قال قتادة أهل الباطل مختلفة أهواؤهم مختلفة شهادتهم مختلفة أعمالهم وهم مجتمعون في عداوة أهل الحق وقال مجاهد أراد أن دين المنافقين يخالف دين اليهود (ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) 15 (كمثل الذين من قبلهم) يعني مثل هؤلاء اليهود كمثل الذين من قبلهم (قريبا) يعني مشركي مكة (ذاقوا وبال أمرهم) يعني القتل ببدر وكان ذلك قبل غزوة بني النضير قاله مجاهد وقال ابن عباس كمثل الذين من قبلهم يعني بني قينقاع وقيل مثل قريظة كمثل بني النضير وكان بينهما سنتان (ولهم عذاب أليم) ثم ضرب مثلا للمنافقين واليهود جميعا في تخادعهم 16 فقال (كمثل الشيطان) أي مثل المنافقين في غرورهم بني النضير وخذلانهم كمثل الشيطان (إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك) وذلك ما روى عطاء وغيره عن ابن عباس قال كان راهب في الفترة يقال له برصيصا تعبد في صومعة له سبعين سنة لم يعص الله فيها طرفة عين وإن إبليس أعياه في أمره الحيل فجمع ذات يوم مردة الشياطين فقال ألا أجد أحدا منكم يكفيني أمر برصيصا فقال الأبيض وهو صاحب الأنبياء وهو الذي تصدى للنبي صلى الله عليه وسلم وجاءه في صورة جبرائيل ليوسوس إليه على وجه الوحي فدفعه جبرائيل إلى أقصى أرض الهند فقال الأبيض لإبليس أنا أكفيك أمره فانطلق فتزين
(٣٢٢)