الحشر الآية 9 قال \ أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذلك مقدار خمسمائة سنة \ 9 (والذين تبوؤا الدار والإيمان) وهم الأنصار تبوؤا الدار توطنوا الدا رأي المدينة اتخذوها دار الهجرة والإيمان (من قبلهم) أي أسلموا في ديارهم وآثروا الإيمان وابتنوا المساجد قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين ونظم الآية والذين تبوؤا الدار من قبلهم أي من قبل قدوم المهاجرين عليهم وقد آمنوا لأن الإيمان ليس بمكان تبوء (يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة) حزازة وغيظا وحسدا (مما أوتوا) أي مما أعطى المهاجرين دونهم من الفيء وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أموال بني النضير بين المهاجرين ولم يعط منها الأنصار فطابت أنفس الأنصار بذلك (ويؤثرون على أنفسهم) أي يؤثرون على إخوانهم من المهاجرين بأموالهم ومنازلهم على أنفسهم (ولو كان بهم خصاصة) فاقة وحاجة إلى ما يؤثرون وذلك أنهم قاسموهم ديارهم وأموالهم أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا مسدد ثنا عبد الله بن داود عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاستضافه فبعث إلى نسائه هل عندكن من شيء فقلن ما معناه إلا الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يضم أو يضيف هذا فقال رجل من الأنصار أنا يا رسول الله فانطلق به إلى امرأته فقال أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ما عندنا إلا قوت الصبيان فقال هيء طعامك وأصبحي سراجك ونومي صبيانك إذا أرداوا عشاء فهيأت طعامها وأصبحت سراجها ونومت صبيانها ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته فجعلا يريانه أنهما يأكلان فباتا طاويين فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ضحك الله الليلة أو عجب من فعالكما فأنزل الله عز وجل (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله لانعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا الحكيم بن نافع أنا شعيب ثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قالت الأنصار اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل قال لا فقالوا تكفونا المؤنة ونشرككم في الثمرة قالوا سمعنا وأطعنا أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عبد الله بن محمد ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد سمع أنس بن مالك حين خرج معه إلى الوليد قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار إلى أن يقطع لهم البحرين فقالوا لا إلا أن تقطع لإخواننا من المهاجرين مثلها قال \ ألا فاصبروا حتى يلقوني على الحوض فإنه سيصيبكم أثرة بعدي \
(٣١٩)