تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٧
الحديد الآية 16 18 بالياء (فدية) بدل وعوض بأن نفذوا أنفسكم من العذاب (ولا من الذين كفروا) يعني المشركين (مأواكم النار هي مولاكم) صاحبكم وأولى بكم لما أسلفتم من الذنوب (وبئس المصير) 16 قوله عز وجل (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) قال الكلبي ومقاتل نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة وذلك أنهم سألوا سلمان الفارسي ذات يوم فقالوا حدثنا عن التوراة فإن فيها العجائب فنزلت (نحن نقص عليك أحسن القصص) فأخبرهم أن القرآن أحسن قصصا من غيره فكفوا عن سؤال سلمان ما شاء الله ثم عادوا فسألوا سلمان عن مثل ذلك فنزل (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها) فكفوا عن سؤاله ما شاء الله ثم عادوا فقالوا حدثنا عن التوراة فإن فيها العجائب فنزلت هذه الآية فعلى هذا تأويل قوله (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) يعني في العلانية وباللسان وقال آخرون نزلت في المؤمنين قال عبد الله بن مسعود ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) إلا أربع سنين وقال ابن عباس إن الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن فقال (ألم يأن) ألم يحن للذين آمنوا أن تخشع ترق وتلين وتخضع قلوبهم لذكر الله (وما نزل) قرأ نافع وحفص عن عاصم بتخفيف الزاي وقرأ الآخرون بتشديدها (من الحق) وهو القرآن (ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل) وهم اليهود والنصارى (فطال عليهم الأمد) الزمان بينهم وبين أنبيائهم (فقست قلوبهم) قال ابن عباس مالوا إلى الدنيا وأعرضوا عن مواعظ الله والمعنى أن الله عز وجل ينهى المؤمنين أن يكونوا في صحة القرآن كاليهود الذين قست قلوبهم لما طال عليهم الدهر روي أن أبا موسى الأشعري بعث إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرؤا القرآن فقال لهم أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبنك كما قست قلوب من كان قبلكم (وكثير منهم فاسقون) يعني الذين تركوا الإيمان بعيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام 17 18 وقوله عز وجل (اعلموا أن الله يحيى الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون إن المصدقين والمصدقات) قرأ ابن كثير وأبو بكر عن عاصم بتخفيف الصاد فيهما من التصديق أي المؤمنين
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»