تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٤
الرحمن الآية 47 54 الله صلى الله عليه وسلم (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت الثانية وإن زنى وإن سرق يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولمن خاف مقام ربه جنتان) فقلت الثالثة وإن زنى وإن سرق يا رسول الله قال \ وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي الدرداء \ 47 (فبأي آلاء ربكما تكذبان) ثم وصف الجنتين 48 فقال (ذواتا أفنان) أغصان واحدها فنن وهو الغصن المستقيم طولا وهذا قول مجاهد وعكرمة والكلبي وقال عكرمة ظل الأغصان على الحيطان قال الحسن ذواتا ظلال قال ابن عباس ألوان قال سعيد بن جبير والضحاك ألوان الفواكه واحدها فنن من قولهم أفنن فلان في حديثه إذا أخذ في فنون منه وضروب وجمع عطاء بين القولين فقال في كل غصن فنون من الفاكهة وقال قتادة ذواتا فضل وسعة على ما سواهما 49 50 (فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان) قال ابن عباس بالكرامة والزيادة على أهل الجنة قال الحسن تجريان بالماء الزلال إحداهما التسنيم والأخرى السلسبيل وقال عطة إحداهما من ماء غير آسن والأخرى من خمر لذة للشاربين 51 52 (فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهما من كل فاكهة زوجان) صنفان ونوعان قيل معناه إن فيهما من كل ما يتفكه به ضربين رطبا ويابسا قال ابن عباس ما في الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة ألا وهي في الجنة حتى الحنظل إلا أنه حلو 53 54 (فبأي آلاء ربكما تكذبان متكئين على فرش) جمع فراش (بطائنها) جمع بطانة وهي التي تحت الظهارة وقال الزجاج وهي مما يلي الأرض (من إستبرق) وهو ما غلظ من الديباج قال ابن مسعود وأبو هريرة هذه البطائن فما ظنكم بالظواهر وقيل لسعيد بن جبير البطائن من إستبرق والظواهر قال هذا مما قال الله عز وجل (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) وعنه أيضا قال بطائنها من إستبرق فظواهرها من نور جامد وقال ابن عباس وصف البطائن وترك الظواهر لأنه ليس في الأرض أحد يعرف ما الظواهر (وجنى الجنتين دان) الجنى ما يجتنى من الثمار يريد ثمرها دان قريب يناله القائم والقاعد والنائم قال ابن عباس تدنو الشجرة حتى يجتنيها ولي الله إن شاء قائما وإن شاء قاعدا قال قتادة لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»