تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٧١
الرحمن الآية 31 35 شغل له قد تفرغت لك وقال بعضهم إن الله وعد أهل التقوى وأوعد أهل الفجور ثم قال سنفرغ لكم مما وعدناكم وأخبرناكم فنحاسبكم ونجازيكم وننجز لكم ما وعدناكم فنتم ذلك ونفرغ منه وإلى هذا ذهب الحسن ومقاتل (أيها الثقلان) أي الجن والإنس سميا ثقلين لأنهما ثقلا على الأرض أحياء وأمواتا قال الله تعالى (وأخرجت الأرض أثالها) وقال أهل المعاني كل شيء له قدر ووزن ينافس فيه ثل قال النبي صلى الله عليه وسلم \ إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي \ فجعلهما ثقلين إعظاما لقدرهما وقال جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام سمي الجن والإنس ثقلين لأنهما مثقلان بالذنوب 33 34 (فبأي آلاء ربكما تكذبان يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا) أي تجوزوا وتخرجوا (من أقطار السماوات والأرض) أي من جوانبهما وأطرافهما (فانفذوا) معناه إن استطعتم أن تهربوا من الموت بالخروج من أقطار السماوات والأرض فاهربوا واخرجوا منها والمعنى حيث ما كنتم أدرككم الموت كما قال جل ذكره (أينما تكونوا يدرككم الموت) وقيل يقال لهم هذا يوم القيامة إن استطعتم أن تجوزوا أطراف السماوات والأرض فتعجزوا ربكم حتى لا يقدر عليكم فجوزوا (لا تنفذون إلا بسلطان) أي بملك وقيل بحجة والسلطان القوة التي يتسلط بها على الأمر فالملك والقدرة والحجة كلها سلطان يريد حيثما توجهتم كنتم في ملكي وسلطاني وروي عن ابن عباس قال معناه إن استطعتم أن تعلموا ما في السماوات والأرض فاعلموا ولن تعلموه إلا بسلطان أي ببينة من الله عز وجل وقيل قوله إلا بسلطان أي إلى سلطان كقوله (وقد أحسن بي) أي إلي 34 (فبأي آلاء ربكما تكذبان) وفي الخبر يحاط على الخلق بالملائكة وبلسان من نار ثم ينادون (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا) الآية 35 فذلك قوله عز وجل (يرسل عليكما شواظ من نار) قرأ ابن كثير بكسر الشين والآخرون بضمها وهما لغتان مثل صوار من البقر وصوار وهو اللهيب الذي لا دخان فيه هذا قول أكثر المفسرين وقال مجاهد هو اللهب الأخضر المنقطع من النار (ونحاس) قرأ ابن كثير وأبو عمر ونحاس بجر السين
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»