صلى الله عليه وسلم وصدقناه ومن ينجو منا قليل فأنزل الله عز وجل (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر فقال \ قد أنزل الله عز وجل فيما قلت \ فقال عمر رضي الله عنه رضينا عن ربنا وتصديق لنبينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ من آدم إلينا ثلة ومنى إلى يوم القيامة ثلة ولا يستتمها إلا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا إله إلا الله \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا مسدد ثنا حصين بن نمير عن حصين بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال \ عرضت علي الأمم فجعل يمر النبي ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان والنبي معه الرهط والنبي ليس معه أحد ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق فرجوت أن يكونوا أمتي فقيل هذا موسى في قومه ثم قيل لي أنظر فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل لي أنظر هكذا وهكذا فرأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فتفرق الناس ولم يبين لهم فتذاكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أما نحن فولدنا في الشرك ولكنا آمنا بالله ورسوله ولكن هؤلاء هم أبناؤنا فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال \ هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون \ فقام عكاشة بن محصن فقال أمنهم أنا يا رسول الله فقال نعم فقام آخر فقال أمنهم أنا قال عليه السلام \ قد سبقك بها عكاشة \ ورواه عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ عرضت علي الأنبياء الليلة باتباعها حتى أتى علي موسى عليه السلام في كبكبه بني إسرائيل فلما رأيته أعجبوني فقلت أي رب هؤلاء قيل هذا أخوك موسى ومن بني إسرائيل قلت رب فأين أمتي قيل انظر عن يمينك فإذا ظراب مكة قد سدت بوجوه الرجال قيل هؤلاء أمتك أرضيت قلت رب رضيت رب رضيت قيل انظر عن يسارك فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال قيل هؤلاء أمتك أرضيت قلت رب رضيت فقيل إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة لا حساب لهم فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا وإن عجزتم وقصرتم فكنوا من أهل الظراب وإن عجزتم فكونوا من أهل الأفق فإني قد رأيت ثم أناسا يتهاوشون كثيرا \ أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن بشار ثنا غندر ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة فقال \ أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة قلنا نعم قال أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة قلنا نعم قال والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسملة وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر \ وذهب جماعة إلى أن الثلثين جميعا من هذه الأمة وهو قول أبي العالية ومجاهد وعطاء بن أبي رباح والضحاك قالوا (ثلة من الأولين) من سابقي هذه الأمة (وثلة من الآخرين) من هذه الأمة في آخر الزمان أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني الحسين بن محمد الدينوري ثنا أحمد بن إسحاق الضبي أنا أبي خليفة الفضل بن الحباب ثنا محمد بن كثير أنا سفيان عن أبان بن أبي عياش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في هذه الآية (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٢٨٥)