تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٧٦
الرحمن الآية 59 66 النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة من أهل الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة من حرير ومخها إن الله تعالى يقول كأنهن الياقوت والمرجان فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكا ثم استصفيته لرأيته من ورائه وقال عمرو بن ميمون إن المرأة من الحور العين لتلبسن سبعين حلة فيرى مخ ساقها من ورائها كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء 59 60 (فبأي آلاء ربكما تكذبان هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) أي ما جزاء من أحسن في الدنيا إلا أن يحسن إليه في الآخرة وقال ابن عباس هل جزاء من قال لا إله إلا الله وعمل بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إلا الجنة أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرني ابن فنجويه أنا ابن أبي شيبه أنا إسحاق ابن إبراهيم بن بهرام أنا الحجاج بن يوسف المكتب أنا بشر بن الحسين عن الزبير عدي عن أنس بن مالك قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) ثم قال هل تدرون ما قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال \ يقول هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة \ 61 62 (فبأي آلاء ربكما تكذبان ومن دونهما جنتان) أي من دون الجنتين الأوليين جنتان أخريان قال ابن عباس من دونهما في الدرج وقال ابن زيد من دونهما في الفضل وقال أبو موسى الأشعري جنتان من ذهب للسابقين وجنتان من فضة للتابعين وقال ابن جريج هن أربع جنتان للمقربين السابقين فيها كل من فاكهة زوجان وجنتان لأصحاب اليمين والتابعين (فيهما فاكهة ونخل ورمان) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل أنا علي بن عبد الله أنا عبد العزيز بن عبد الصمد عن أبي عمران عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن \ وقال الكسائي (ومن دونهما) أي أمامهما وقبلهما يدل عليه قول الضحاك الجنتان الأوليان من ذهب وفضة والأخريان من ياقوت 63 64 (فبأي آلاء ربكما تكذبان مدهامتان) ناعمتان سوداوان من ربهما وشدة خضرتهما لأن الخضرة إذا اشتدت ضربت إلى السوداء يقال إدهام الزرع إذا علاه السواد ريا ادهيماما فهو مدهام 65 66 (فبأي آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان نضاختان) فوارتان بالماء لا تنقطعان والنضخ فوران الماء من العين قال ابن عباس تنضخان بالخير والبركة على أهل الجنة وقال ابن سمعود تنضخان بالمسك والكافور على أولياء الله وقال أنس بن مالك تنضخان بالمسك والعنبر في دور أهل الجنة كطش المطر
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»