تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٣
القمر الآية 32 42 32 34 (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصبا) ريحا ترميهم بالحصباء وهي الحصا قال الضحاك يعني صعار الحصى وقيل الحصباء هي الحجر الذي دون ملء الكف وقد يكون الحاصب الرامي فيكون المعنى على هذا أرسلنا عليهم عذابا يحصبهم يعني يرميهم بالحجارة ثم استثنى فقال (إلا آل لوط) يعني لوطا وابنتيه (نجيناهم) من العذاب (بسحر) 35 (نعمة من عندنا) يعني جعلناه نعمة منا عليهم حيث أنجيناهم (كذلك) يعني كما أنعمنا على آل لوط (نجزي من شكر) قال مقاتل من وحد الله لم يعذبه مع المشركين 36 (ولقد أنذرهم) لوط (بطشتنا) أخذنا إياهم بالعقوبة (فتماروا بالنذر) شكوا بالإنذار وكذبوا ولم يصدقوا 37 (ولقد راودوه عن ضيفه) طلبوا أن يسلم إليهم أضيافه (فطمسنا أعينهم) وذلك أنهم لما قصدوا دار لوط وعالجوا الباب ليدخلوا قالت الرسول للوط خل بينهم وبين الدخول فإنا رسل ربك لن يصلوا إليك فدخلوا الدار فصفقهم جبريل بجناحه بإذن الله فتركهم عميا يترددون متحيرين لا يهتدون إلى الباب فأخرجهم لوط عميا لا يبصرون قوله (فطمسنا أعينهم) يعني صيرناها كسائر الوجه لا يرى لهاشق هذا قول أكثر المفسرين وقال الضحاك طمس الله أبصارهم فلم يروا الرسل فقالوا قد رأيناهم حين دخلوا البيت فأين ذهبوا فلم يروهم فرجعوا (فذوقوا عذابي ونذر) أي ما أنذركم به لوط من العذاب 38 (ولقد صبحهم بكرة) جاءهم وقت الصبح (عذاب مستقر) دائم استقر فيهم حتى أفضى بهم إلى عذاب الآخرة وقيل عذاب حق 39 41 (فذوقوا عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ولقد جاء آل فرعون النذر) يعني موسى وهارون عليهما السلام وقيل هي الآيات التي أنذرهم بها موسى 42 (كذبوا بآياتنا كلها) وهي الآيات التسع (فأخذناهم) بالعذاب (أخذ عزيز) غالب في انتقامه (مقتدر) قادر على إهلاكهم لا يعجزه ما أراد بهم ثم خوف أهل مكة فقال
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»