الرحمن الآية 42 46 42 (فبأي آلاء ربكما تكذبان) تجعل الأقدام مضمومة إلى النواصي من خلف ويلقون في النار 43 ثم يقال لهم (هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون) المشركون 44 (يطوفون بينها وبين حميم آن) قد انتهى حره قال الزجاج أنى يأنى فهو آن إذا انتهى في النضج والمعنى أنهم يسعون بين الجحيم والحميم فإذا استغاثوا من حر النار جعل عذابهم الحميم الآني الذي صار كالمهل وهو قوله (وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل) وقال كعب الأحبار آن واد من أودية جهنم يجتمع فيه صديد أهل النار فينطلق بهم في الأغلال فيغمسون في ذلك الوادي حتى تنخلع أوصالهم ثم يخرجون منه وقد أحدث الله تعالى بهم خلقا جديدا فيلقون في النار وذلك قوله (يطوفون بينها وبين حميم آن) 45 (فبأي آلاء ربكما تكذبان) وكل ما ذكر الله تعالة من قوله (كل من عليها فان) إلى ههنا مواعظ وزواجر وتخويف وكل ذلك نعمة من الله تعالى لأنها تزجر عن المعاصي ولذلك ختم كل آية بقوله (فبأي آلاء ربكما تكذبان) ثم ذكر ما أعده لمن اتقاه وخافه 46 فقال (ولمن خاف مقام ربه) أي مقامه بين يدي ربه للحساب فترك المعصية والشهوة وقيل قيام ربه عليه بيانه قوله (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت) وقال إبراهيم النخعي ومجاهد هو الذي يهم بالمعصية فيذكر الله فيدعها من مخافة الله وقوله (جنتان) قال مقاتل جنة عدن وجنة نعيم قال محمد بن علي الترمذي جنة لخوفه ربه وجنة لتركه شهوته قال الضحاك هذا لمن راقب الله في السر والعلانية بعلمه ما عرض له من محرم تركه من خشية الله وما عمل من خير أفضى به إلى الله لا يحب أن يطلع عليه أحد وقال قتادة إن المؤمنين خافوا ذلك المقام فعملوا لله ودأبوا بالليل والنهار أخبرنا أبو الحسن علي بن القرشي أنا أبو مسلم غالب بن علي الرازي حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن يونس أنا أبو جعفر محمد بن موسى بن عيسى الحلواني أنا محمد بن عبيد الهمداني أنا هاشم بن القاسم عن أبي عقيل هو الثقفي عن يزيد بن شيبان سمعت بكير بن فيروز قال سمعت أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة \ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي أنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني أنا عبد الله بن عمر الجوهري أنا أحمد بن علي الكشمهيني أنا علي بن حجر أنا إسماعيل بن جعفر عن محمد بن أبي حرملة مولى حويطب بن عبد العزيز عن عطاء بن يسار عن أبي الدرداء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص على المنبر وهو يقول (ولمن خاف مقام ربه جنتان) قلت وإن زنى وإن سرق يا رسول الله فقال رسول
(٢٧٣)