الرحمن الآية 26 30 26 (كل من عليها) أي على الأرض من حيوان فإنه (فان) هالك 27 (ويبقى وجه ربك ذو الجلال) ذو العظمة والكبرياء (والإكرام) أي مكرم أنبيائه وأوليائه بلظفه مع جلاله وعظمته 28 29 (فبأي آلاء ربكما تكذبان يسأله من في السماوات والأرض) من ملك وإنس وجن وقال قتادة معناه لا يستغني عنه أهل السماء والأرض قال ابن عباس فأهل السماوات يسألونه المغفرة وأهل الأرض يسألونه الرزق والتوبة والمغفرة وقال مقاتل يسأله أهل الأرض الرزق والمغفرة وتسأله الملائكة أيضا لهم الرزق والمغفرة وقال مقاتل يسأله أهل الأرض الرزق والمغفرة وتسأله الملائكة أيضا لهم الرزق والمغفرة (كل يوم هو في شأن) قال مقاتل نزلت في اليهود حين قالوا إن الله لا يقضي يوم السبت شيئا قال المفسرون من شأنه أن يحي ويميت ويرزق ويعز قوما ويذل قوما ويشفي مريضا ويفك عانيا ويفرج مكروبا ويجيب داعيا ويعطي سائلا ويغفر ذنبا إلى ما لا يحصى من أفعاله وأحداثه في خلقه ما يشاء أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكى إملاء أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى البزاز أنا يحيى بن الربيع المكي أنا سفيان بن عيينة أنا أبو حمزة اليماني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إن مما خلق الله عز وجل لوحا من درة بيضاء دفتاه ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور ينظر الله عز وجل فيه كل يوم ثلاث مائة وستين نظرة يخلق ويرزق ويحيى ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء فذلك قوله (كل يوم هو في شأن) قال سفيان بن عيينة الده ركله عند الله يومان أحدهما مدة أيام الدنيا والآخر يوم القيامة فالشأن الذي هو فيه اليوم الذي هو مدة الدنيا الاختبار بالأمر والنهي والإحياء والإماتة والإعطاء والمنع وشأن يوم القيامة الجزاء والحساب والثواب والعقاب وقيل شأنه جل ذكره أنه يخرج في كل يوم وليلة ثلاثة عساكر عسكرا من أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات وعسكرا من الأرحام إلى الدنيا وعسكرا من الدنيا إلى القبور ثم يرتحلون جميعا إلى الله عز وجل وقال الحسين بن الفضل هو سوق المقادير إلى المواقيت وقال أبو سليمان الداراني في هذه الآية كل يوم له إلى العبيد بر جديد 30 31 (فبأي آلاء ربكما تكذبان سنفرغ لكم) قرأ حمزة والكسائي سيفرغ بالياء لقوله (يسأله من في السماوات والأرض) (ويبقى وجه ربك) (وله الجوار) فاتبع الخبر وقرأ الآخرون بالنون وليس المراد منه الفراغ عن شغل لأن الله تعالى لا يشغله شأن عن شأن ولكنه وعيد من الله تعالى للخلق بالمحاسبة كقول القائل لأتفرغن لك وما به شغل وهذا قول ابن عباس والضحاك وإنما حسن هذا الفراغ لسبق ذكر الشأن وقال آخرون معناه سنقصدكم بعد الترك والإمهال ونأخذ في أمركم كقول القائل الذي لا
(٢٧٠)