تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٨
الرحمن الآية 12 15 12 (والحب ذو العصف) أراد بالحب جميع الحبوب التي يقتات بها قال مجاهد هو ورق الزرع قال ابن كيسان (العصف) تحرث في الأرض والعصف ورق كل شيء يخرج منه الحب يبدو أولا ورقا وهو العصف ثم يكون سوقا ثم يحدث الله فيه أكماما ثم يحدث من الأكمام الحب وقال ابن عباس في رواية الوالبي هو التبن وهو قول الضحاك وقتادة وقال عطية عنه هو ورق الزرع الأخضر إذا قطع رؤسه ويبس نظيره (كعصف مأكول) (والريحان) هو الرزق في قول الأكثرين قال ابن عباس كل ريحان في القرآن فهو رزق قال الحسن وابن زيد هو ريحانكم الذي يشم قال الضحاك العصف هو التين والريحان ثمرته وقراءة العامة (والحب ذو العصف والريحان) كلها مرفوعات بالرد على الفاكهة وقرأ ابن عامر (والحب ذو العصف والريحان) بنصب الياء والنون وذو بالألف على معنى خلق الإنسان وخلق هذه الأشياء وقرأ حمزة والكسائي (والريحان) بالجر عطفا على العصف فذكر قوت الناس والأنعام ثم خاطب الجن والإنس 13 فقال (فبأي آلاء ربكما تكذبان) أيها الثقلان يريد من هذه الأشياء المذكورة وكرر هذه الآية في هذه السورة تقريرا للنعمة وتأكيدا في التذكير بها على عادة العرب في الإبلاغ والإشباع يعدد على الخلق آلاءه ويفصل بين كل نعمتين بما ينبههم عليها كقول الرجل لمن أحسن إليه وتابع عليه بالأيادي وهو ينكرها ويكفرها ألم تكن فقيرا فأغنيتك أفتنكر هذا ألم تكن عريانا فكسوتك أفتنكر هذا ألم تك خاملا فعززتك أفتنكر هذا ومثل هذا التكرار سائغ في كلا العرب حسن تقريرا وقد خاط ببلفظ التثنية على عادة العرب تخاطب الواحد بلفظ التثنية كقوله تعالى (ألقيا في جهنم) وروي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن حتى ختمها ثم قال \ مالي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم هذه الآية من مرة فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد \ 14 (خلق الإنسان من صلصال كالفخار) 15 (وخلق الجان) وهو أبو الجن وقال الضحاك هو إبليس (من مارج من نار) وهو الصافي من لهب النار الذي لا دخان فيه قال مجاهد وهو ما اختلط بعضه ببعض من اللهب الأحمر والأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت من قولهم مرج أمر القوم إذا اختلط
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»