تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٧
الرحمن الآية 5 11 والإفهام حتى عرف ما يقول وما يقال له هذا قول أبي العالية وابن زيد والحسن وقال السدي علم كل قوم لسانهم الذي يتكلمون به وقال ابن كيسان (خلق الإنسان) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم (علمه البيان) يعني بيان ما كان وما يكون لأنه كان يبين عن الأولين والآخرين وعن يوم الدين 5 (الشمس والقمر بحسبان) قال مجاهد كحسبان الرحى يدوران في مثل قطب الرحا قال غيره معناه أي يجريان بحساب ومنازل لا يعدوانها قاله ابن عباس وقتادة وقال ابن زيد وابن كيسان يعني بهما تحسب الأوقات والآجال ولولا الليل والنهار والشمس والقمر لم يدر أحد كيف يحب شيئا وقال الضحاك يجريان بقدر والحسبان يكون مصدر حسبت حسابا وحسبانا مثل الغفران والكفران والرجحان والنقصان وقد يكون جمع الحساب كالشبهان والركبان 6 (والنجم والشجر يسجدان) النجم ما ليس له ساق من النبات والشجر ما له ساق يبقى في الشتاء وسجودهما سجود ظلهما كما قال (يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله) وقال مجاهد النجم هو الكوكب وسجوده طلوعه 7 (والسماء رفعها) فوق الأرض (ووضع الميزان) قال مجاهد أراد بالميزان العدل المعنى أنه أمر بالعدل يدل عليه قوله تعالى 8 (ألا تطغوا في الميزان) أي لا تجاوزوا العدل وقال الحسن وقتادة الضحاك أراد به الذي يوزن به ليوصل به الإنصاف والانتصاف وأصل الوزن التقدير ألا تطغوا يعني لئلا تميولا وتظلموا وتجاوزوا الحق في الميزان 9 (وأقيموا الوزن بالقسط) بالعدل وقال أبو الدرداء وعطاء معناه أقيموا لسان الميزان بالعدل قال ابن عيينة الإقامة باليد والقسط بالقلب (ولا تخسروا) ولا تنقصوا (الميزان) ولا تطففوا في الكيل والوزن 10 (والأرض وضعها للأنام) للخلق الذين بثهم فيها 11 (فيها فاكهة) يعني أنواع الفواكه قال ابن كيسان ما يتفكهون به من النعم التي لا تحصى (والنخل ذات الأكمام) الأوعية التي يكون فيها التمر لأن تمر النخل يكون في غلاف ما لم ينشق واحدها كم وكل ما ستر شيئا فهو كم وكمة ومنه كم القميص ويقال للقلنسوة كمة قال الضحاك ذات الأكمام أي ذات الغلف وقال الحسن أكمامها ليفها وقال ابن زيد هو الطلع قبل أن ينفتق
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»