تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٦٠
القمر الآية 8 14 8 (مهطعين) مسرعين مقبلين (إلى الداع) إلى صوت إسرافيل (يقول الكافرون هذا يوم عسر) صعب شديد 9 قوله عز وجل (كذبت قبلهم) أي قبل أهل مكة (قوم نوح فكذبوا عبدنا) نوا (وقالوا مجنون وازدرج) أي زجروه عن دعوته ومقالته بالشتم والوعيد وقالوا (لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين) وقال مجاهد معنى ازدجر أي استطير جنونا 10 (فدعا) نوح (ربه) وقال (أني مغلوب) مقهور (فانتصر) فانتقم لي منهم 11 (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) منصب انصبابا شديدا لم ينقطع أربعين يوما وقال يمان قد طبق ما بين السماء والأرض 12 (وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء) يعني ماء السماء وماء الأرض وإنما قال التقى الماء والالتقاء لا يكون من واحد إنما يكون بين اثنين فصاعدا لأن الماء يكون جمعا وواحدا وقرأ عاصم الجحدري فالتقى الماءان (على أمر قد قدر) أي قضى عليهم في أم الكتاب وقال مقاتل قدر الله أن يكون الماءان سواء فكانا على ما قدر 13 (وحملناه) يعني نوحا (على ذات ألواح ودسر) أي سفينة ذات ألواح ذكر النعت وترك الاسم أراد بالألواح خشب السفينة العريضة (ودسر) أي المسامير التي تشد بها الألواح واحدها دسار ودسير يقال دسرت السفينة إذا شددتها بالمسامير وقال الحسن الدسر صدر السفينة سميت بذلك لأنها تدسر الماء بجؤجؤها أي تدفع وقال مجاهد هي عوارض السفينة وقيل أضلاعها وقال الضحاك الألواح جانباها والدسر أصلها وطرفاها 14 (تجري بأعيننا) أي بمرأى منا وقال مقاتل بن حيان بحفظنا ومنه قولهم للمودع عين الله عليك وقال سفيان بأمرنا (جزاء لمن كان كفر) يعني فعلنا به وبهم من انجاء نوح وإغراق قومه ثوابا لمن كان كفر به وجحد أمره وهو نوح عليه السلام وقيل من بمعنى ما أي جزاء لما كان كفر من أيادي الله ونعمة عند الذين أغرقهم أو جزاء لما صنع بنوح وأصحابه وقرأ مجاهد جزاء لمن كان كفر بفتح الكاف والفاء يعني كان الغرق جزاء لمن كان كفر بالله وكذب رسوله
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»