القمر الآية 43 48 43 (أكفاركم خير من أولئكم) أشد وأقوى من الذين أحللت بهم نقمتي من قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وآل فرعون وهذا استفهام بمعنى الإنكار أي ليسوا بأقوى منهم (أم لكم براءة) من العذاب (في الزبر) في الكتب أنه لن يصيبكم ما أصاب الأمم الخالية 44 (أم يقولون) يعني كفار مكة (نحن جميع منتصر) قال الكلبي نحن جميع أمرنا منتصر من أعدائنا والمعنى نحن يد واحدة على من خالفنا منتصر ممن عادانا ولم يقل منتصرون لموافقة رؤس الآي 45 قال الله تعالى (سيهزم الجمع) قرأ يعقوب (سنهزم) بالنون (الجمع) نصب وقرأ الآخرون بالياء وضمها (الجمع) رفع على غير تسمية الفاعل يعني كفار مكة (ويولون الدبر) يعني الأدبار فوحد لأجل رؤس الآي كما يقال ضربنا منهم الرؤس وضربنا منهم الرأس إذا كان الواحد يؤدي معنى الجمع أخبر الله أنهم يولون أدبارهم منهزمين فصدق الله وعده وهزمهم يوم بدر أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الوهاب ثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبته يوم بدر \ اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم \ فأخذ أبو بكر بيده فقال حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك وهو في الدرع فخرج وهو يقول (سيهزم الجمع ويولون الدبر) 46 (بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) قال سعيد بن المسيب سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لما نزلت (سيهزم الجمع ويولون الدبر) كنت لا أدري أي جمع سيهزم فلما كان يوم بدر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يثب في درعه ويقول (سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) أي أعظم داهية وبلية وأشد من الأسر والقتل يوم بدر 47 (إن المجرمين) المشركين (في ضلال وسعر) قيل في ضلال بعد عن الحق قال الضحاك وسعر أي نار تسعر عليهم وقيل في ضلال ذهاب عن طريق الجنة في الآخرة وسعر نار مسعرة قال الحسين بن فضل إن المجرمين في ضلال في الدنيا ونار في الآخرة وقال قتادة في عناء وعذاب 48 ثم بين عذابهم فقال (يوم يسحبون) يجرون (في النار على وجوههم) ويقال لهم (ذوقوا مس سقر)
(٢٦٤)