تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٩
القمر الآية 4 7 الشر وقيل كل أمر من خير أو شر مستقر قراره فالخير مستقر بأهله في الجنة والشر مستقر بأهله في النار وقيل يستقر قول المصدقين والمكذبين حتى يعرفوا حقيقته بالثواب والعقاب وقال مقاتل لكل حديث منتهى وقيل كل ما قدر كائن واقع لا محالة وقرأ أبو جعفر (مستقر) بجر الراء ولا وجه له 4 (ولقد جاءهم) يعني أهل مكة (من الأنباء) من أخبار الأمم المكذبة في القرآن (ما فيه مزدجر) لا منتهى مصدر بمعنى الازدجار أي نهي وعظة يقال زجرته وازدرجته إذا نهيته عن السوء وأصله مزتجر قلبت التاء دالا 5 (حكمة بالغة) يعني القرآن حكمة تامة قد بلغت الغاية في الزجر (فما تغني النذر) يجوز أن تكون (ما) نفيا على معنى فليست تغني النذر ويجوز أن يكون استفهاما والمعنى فأي شيء تغني النذر إذا خالفوهم وكذبوهم كقوله (وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) والنذر جمع نذير 6 (فتول عنهم) أي أعرض عنهم نسختها آية القتال قيل ههنا وقف تام وقيل فتول عنهم (يوم يدع الداع) أي إلى يوم الداعي قال مقاتل هو إسرافيل ينفخ قائما على صخرة بيت المقدس (إلى شيء نكر) منكر فظيع لم يروا مثله فينكرونه استعظاما قرأ ابن كثير (نكر) بسكون الكاف والآخرون بضمها 7 (خشعا أبصارهم) قرأ أبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي (خاشعا) على الواحد وقرأ الآخرون (خشعا) بضم الخاء وتشديد الشين على الجمع ويجوز في أسماء الفاعلين إذا تقدمت على الجماعة التوحيد والجمع والتذكير والتأنيث تقول مررت برجال حسن أوجههم وحسنة أوجههم وحسان أوجههم قال الشاعر (ورجال حسن أوجههم من إياد بن نزار بن معد) وفي قراءة عبد الله (خاشعة أبصارهم) أي ذليلة خاضعة عند رؤية العذاب (يخرجون من الأجداث) من القبور (كأنهم جراد منتشر) منبث حيارى وذكر المنتشر على لفظ الجراد نظيرها (كالفراش المبثوث) وأراد أنهم يخرجون فزعين لا جهة لأحد منهم يقصدها كالجراد لا جهة لها تكون مختلطة بعضها في بعض
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»