تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٤
النجم الآية 37 41 قال الربيع وفى رؤياه وقام بذبح انبه وقال عطاء الخراساني استكمل الطاعة وقال أبو العالية وفى سهام الإسلام وهو قوله (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن) والتوفية الإتمام وقال الضحاك وفى ميثاق المناسك أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الخيري أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ثنا إساق بن منصور عن إسرائيل عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ إبراهيم الذي وفى صلى أربع ركعات أول النهار \ أخبرنا أبو ثعمان الضبي أنا أبو محمد الجراحي ثنا أبو العباس المحبوبي ثنا أبو عيسى الترمذي ثنا أبو جعفر الشيباني ثنا أبو مسهر ثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء وأبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى أنه قال \ ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره \ 38 ثم بين ما في صحفهما فقال (ألا تزر وازرة وزر أخرى) أي لا تحمل نفس حاملة حمل أخرى ومعناه لا تؤخذ نفس بإثم غيرها وفي هذا إبطال قول من ضمن للوليد بن المغيرة بأنه يحمل عنه الإثم وروى عكرمة عن ابن عباس قال كانوا قبل إبراهيم يأخذون الرجل بذنب غيره كالن الرجل يقتل بذنب أبيه وابنه وأخيه وامرأته وعبده حتى كان إبراهيم فنهاهم عن ذلك وبلغهم عن الله (ألا تزر وازرة وزر أخرى) 39 (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) أي عمل كقوله (إن سعيكم لشتى) وهذا أيضا في صحف إبراهيم وموسى قال ابن عباس هذا منسوخ الحكم في هذه الشريعة بقوله (ألحقنا بهم ذرياتهم) فأدخل الأبناء الجنة بصلاح الآباء وقال عكرمة كان ذلك لقوم إبراهيم وموسى فأما هذه الأمة فلهم ما سعوا وما سعى لهم غيرهم لما روي أن امرأة رفعت صبيا لها فقالت يا رسول الله ألهذا حج قال \ نعم ولك أجر \ وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها فهل لها أجر إن تصدقت عنها قال \ نعم \ وقال الربيع بن أنس (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) يعني الكافر فأما المؤمن فله ما سعى وما سعي له قيل ليس للكافر من الخير إلا ما عمل هو فيثاب عليه في الدنيا حتى لا يبقى له في الآخرة خير ويروى أن عبد الله بن أبي كان أعطى العباس قميصا ألبسه إياه فلما مات أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه ليكفنه فيه فلم يبق له حسنة في الآخرة يثاب عليها 40 (وأن سعيه سوف يرى) في ميزانه يوم القيامة من أريته الشيء 41 (ثم يجزاه الجزاء الأوفى) الأكمل والأتم أي يجزى الإنسان بسعيه يقال جزيت فلانا سعيه
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»