القمر الآية 15 24 15 (ولقد تركناها) يعني الفعلة التي فعلنا (آية) يعتبر بها وقيل أراد السفينة قال قتادة أبقاها الله بباقردي من أرض الجزيرة عبرة وآية حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة (فهل من مدكر) أي متذكر متعظ معتبر خائف مثل عقوبتهم أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو نعيم ثنا زهير عن أبي إسحاق أنه سمع رجلا سأل الأسود عن قوله (فهل من مدكر) أو مذكر قال سمعت عبد الله يقرأها (فهل من مدكر) وقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها (فهل من مدكر) دالا 16 (فكيف كان عذابي ونذر) أي إنذار قال الفراء الإنذار والنذر مصدران تقول العرب أنذرت إنذارا ونذرا كقولهم أنفقت إنقافا ونفقة وأيقنت إيقانا ويقينا أقيم الاسم مقام المصدر 17 (ولقد يسرنا) سهلنا (القرآن للذكر) ليتذكر ويعتبر به وقال سعيد بن جبير يسرناه للحفظ والقراءة وليس شيء من كتب الله يقرأ كله ظاهرا إلا القرآن (فهل من مدكر) متعظ بمواعظه 18 19 (كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا) شديدة الهبوب (في يوم نحس مستمر) شديد دائم الشؤم استمر عليهم بنحو سنة فلم يبق منهم أحد إلا أهلكه قيل كان ذلك يوم الأربعاء في آخر الشهر 20 (تنزع الناس) تقلعهم ثم ترمي بهم على رؤسهم فتدق رقابهم وروي أنها كانت تنزع الناس من قبورهم (كأنهم أعجاز نخل) قال ابن عباس أصولها وقال الضحاك أوراك نخل (منقعر) منقلع من مكانه ساقط على الأرض وواحد الأعجاز عجز مثل عضد وأعضاد وإنما قال (أعجاز نخل) وهي أصولها التي قطعت فروعها لأن الريح كانت تبين رؤسهم من أجسادهم فتبقى أجسادهم بلا رؤس 21 23 (فكيف كان عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر كذبت ثمود بالنذر) بالإنذار الذي جاءهم به صالح 24 (فقالوا أبشرا) آدميا (منا واحدا نتبعه) ونحن جماعة كثيرة وهو واحد (إنا إذا لفي ضلال) خطأ وذهاب عن الصواب (وسعر) قال ابن عباس عذاب وقال الحسن شدة
(٢٦١)