تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٦
النجم الآية 48 56 48 (وأنه هو أغنى وأقنى) قال أبو صالح أغنى بالأموال وأقنى أي أعطى القنية وأصول الأموال وما يدخرونه بعد الكفاية قال الضحاك أغنى بالذهب والفضة وصنوف الأموال بالإبل والبقر والغنم وقال قتادة والحسن أقنى أخدم وقال ابن عباس أغنى وأقنى أعطى فأرضى قال مجاهد ومقاتل أقنى أرضى بما أعطى وقنع وقال ابن زيد أغنى أكثر وأقنى أقل وقرأ (يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) وقال الأخفش أقنى أفقر وقال ابن كيسان أولد 49 (وأنه هو رب الشعرى) وهو كوكب خلف الجوزاء وهما شعريان فقال لأحدهما العبور وللأخرى الغميصاء سميت بذلك لأنها أخفى من الأخرى والمجرة بينهما وأراد ههنا الشعرى العبور وكانت خزاعة تعبجها وأول من سن لهم ذلك رجل من أشرافهم يقال له أبو كبشة عبدها وقال لأن النجوم تقطع السماء عرضا والشعرى طولا فهي مخالفة لها فعبدتها خزاعة فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلاف العرب في الدين سموه بن أبي كبشة لخلافه إياهم كخلاف أبي كبشة في عبادة الشعرى 50 (وأنه أهلك عادا الأولى) قرأ أهل المدينة والبصرة بلام مشدد بعد الدال ويهمز واوه قالون عن نافع والعرب تفعل ذلك فتقول قم لان عنا تريد قم الآن عنا ويكون الوقف عندهم عادا والابتداء أولى بهمزة واحدة مفتوحة بعدها لام مضمومة ويجوز الابتداء لولى بحذف الهمزة المفتوحة وقرأ الآخرون (عادا الأولى) وهم قوم هود أهلكوا بريح صرصر فكان لهم عقب فكانوا عادا الأخرى 51 (وثمودا) وهم قوم صالح أهلكهم الله بالصيحة (فما أبقى) منهم أحدا 52 (وقوم نوح من قبل) أي أهلك قوم نوح من قبل عاد وثمود (إنهم كانوا هم أظلم وأطغى) لطول دعوة نوح إياهم وعتوهم على الله بالمعصية والتكذيب 53 (والمؤتفكة) يعني قرى قوم لوط (أهوى) أسقط أي أهواها جبريل بعد ما رفعها إلى السماء 54 (فغشاها) ألبسها الله (ما غشى) يعني الحجارة المنضودة المسومة 55 (فبأي آلاء ربك) نعم ربك أيها الإنسان وقيل أراد الوليد بن المغيرة (تتمارى) تشك وتجادل قال ابن عباس تكذب 56 (هذا نذير) يعني محمدا (من النذر الأولى) أي رسول من أرسل إليكم كما أرسولا إلى أقوامهم وقال قتادة يقول أنذر محمد كما أنذر الرسل من قبله
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»