تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٦٧
الأحقاف الآية 16 17 كرها بفتح الكاف فيهما وقرأ الآخرون بضمهما (وحمله وفصاله) فطامه وقرأ يعقوب (وفصله) بغير ألف (ثلاثون شهرا) يريد أقل مدة الحمل وهي ستة أشهر وأكثر مدة الرضاع أربعة وعشرون شهرا وروى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال إذا حملت المرأة تسعة أشهر أرضعت إحدى وعشرين شهرا وإذا حملت ستة أشهر أرضعت أربعة وعشرين شهرا (حتى إذا بلغ أشده) نهاية قوته وغاية شبابه واستوائه وهو ما بين ثماني عشرة سنة إلى أربعين سنة فذلك قوله ( وبلغ أربعين سنة) وقال السدي والضحاك نزلت في سعد بن أبي وقاص وقد مضت القصة وقال الآخرون نزلت في أبي بكر الصديق وأبيه أبي قحافة عثمان بن عمرو وأمه أم الخير بنت صخر بن عمرو قال علي بن أبي طالب الآية نزلت في أبي بكر أسلم أبواه جميعا ولم يجتمع لأحد من المهاجرين أسلم أبواه غيره أوصاه الله بهما ولزم ذلك من بعده وكان أبو بكر صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة سنة والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة في تجارة إلى الشام فلما بلغ أربعين سنة ونبيء النبي صلى الله عليه وسلم آمن به ودعا ربه ف (قال رب أوزعني) ألهمني (أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي) بالهداية والإيمان (وأن أعمل صالحا ترضاه) قال ابن عباس وأجابه الله عز وجل فأعتق تسعة من المؤمنين يعذبون في الله ولم يرد شيئا من الخير إلا أعانه الله عليه ودعا أيضا فقال (وأصلح لي في ذريتي) فأجابه الله فلم يكن له ولد إلا آمنوا جميعا فاجتمع له إسلام أبويه وأولاده جميعا فأدرك أبو قحافة النبي صلى الله عليه وسلم وابنه أبو بكر وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر وابن عبد الرحمن أبو عتيق كلهم أدركوا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن ذلك لأحد من الصحابة قوله (إني تبت إليك وإني من المسلمين) 16 (أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا) يعني أعمالهم الصالحة التي عملوها في الدنيا وكلها حسن والأحسن بمعنى الحسن فيثيبهم عليها (ونتجاوز عن سيئاتهم) فلا نعاقبهم عليها قرأ حمزة والكسائي وحفص (نتقبل) (ونتجاوز) بالنون (أحسن) نصب وقرأ الآخرون بالياء وضمها (أحسن) رفع (في أصحاب الجنة) مع أصحاب الجنة (وعد الصدق الذي كانوا يوعدون) وهو قوله عز وجل (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار) 17 (والذي قال لوالديه) إذ دعواه إلى الإيمان بالله والإقرار بالبعث (أف لكما) وهي كلمة كراهية (أتعدانني أن أخرج) من قبري حيا (وقد خلت القرون من قبلي) فلم يبعث منهم أحد (وهما يستغيثان الله) يستصرخان ويستغيثان الله عليه ويقولان له (ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا) ما هذا الذي تدعواني إليه (إلا أساطير الأولين) قال ابن عباس والسدي
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»