تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٥٩
الجاثية الآية 18 23 18 (ثم جعلناك) يا محمد (على شريعة) سنة وطريقة بعد موسى (من الأمر) من الدين (فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) يعني مراد الكافرين وذلك أنهم كانوا يقولون له ارجع إلى دين آبائك فإنهم كانوا أفضل منك 19 فقال جل ذكره (إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا) لن يدفعوا عنك من عذاب الله شيئا إن اتبعت أهواءهم (وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين) 20 (هذا) يعني القرآن (بصائر) معالم (للناس) في الحدود والأحكام يبصرون بها (وهدى ورحمة لقوم يوقنون) 21 (أم حسب) بل حسب (الذين اجترحوا السيئات) اكتسبوا المعاصي والكفر (أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات) نزلت في نفر من مشركي مكة قالوا للمؤمنين لئن كان ما تقولون حقا لنفضلن عليكم في الآخرة كما فضلنا عليكم في الدنيا (سواء محياهم) قرأ حمزة والكسائي وحفص ويعقوب (سواء) بالنصب أي نجعلهم سواء يعني أحسبوا أن حياة الكافرين (ومماتهم) كحياة المؤمنين وموتهم سواء كلا وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء والخبر أي محياهم ومماتهم سواء فالضمير فيهما يرجع إلى المؤمنين والكافرين جميعا معناه المؤمن مؤمن محياه ومماته أي في الدنيا والآخرة والكافر كافر محياه ومماته في الدنيا والآخرة (ساء ما يحكمون) بئس ما يقضون قال مسروق قال لي رجل من أهل مكة هذا مقام أخيك تميم الداري لقد رأيته ذات ليلة حتى أصبح أو قرب أن يصبح قرأ آية من كتاب الله يرددها يركع بها ويسجد ويبكي (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات) الآية 22 (وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون) 23 (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) قال ابن عباس والحسن وقتادة معناه ذلك الكافر اتخذ دينه ما يهواه فلا
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»