تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٥٥
الدخان الآية 47 56 47 قوله تعالى (خذوه) أي يقال للزبانية خذوه يعني الأثيم (فاعتلوه) قرأ أهل الكوفة وأبو جعفر وأبو عمرو بكسر التاء وقرأ الباقون بضمها وهما لغتان أي ادفعوه وسوقوه يقال عتله يعتله عتلا إذا ساقه بالعنف والدفع والجذب (إلى سواء الجحيم) وسطه 48 (ثم صبوا فوق رأسه من عذاب حميم) قال مقاتل إن خازن النار يضربه على رأسه فينقب رأسه عن دماغه ثم يصب فيه ماء حميما قد انتهى حره 49 ثم يقال له (ذق) هذا العذاب (إنك) قرأ الكسائي (إنك) بفتح الألف أي لأنك كنت تقول أنا العزيز الكريم وقرأ الآخرون بكسرها على الابتداء (أنت العزيز الكريم) عند قومك بزعمك وذلك أن أبا جهل كان يقول أنا أعز أهل الوادي وأكرمهم فتقول له هذا اللفظ خزنة النار على طريق الاستهزاء والتوبيخ 50 (إن هذا ما كنتم به تمترون) تشكون فيه ولا تؤمنون به ثم ذكر مستقر المتقين فقال 51 (إن المتقين في مقام أمين) قرأ أهل المدينة والشام (في مقام) بضم الميم على المصدر أي في إقامة وقرأ الآخرون بفتح الميم أي في مجلس أمين أمنوا فيه من الغير أي من الموت ومن الخروج منه 52 54 (في جنات وعيون يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم) أي كما أكرمناهم بما وصفنا من الجنات والعيون واللباس كذلك أكرمناهم بأن زوجناهم (بحور عين) أي قرناهم بهن ليس من عقد التزويج لأنه لا يقال زوجته بامرأة قال أبو عبيدة جعلناهم أزواجا لهن كما يزوج النعل بالنعل أي جعلناهم اثنين اثنين والحور هن النساء النقيات البياض قال مجاهد يحار فيهن الطرف من بياضهن وصفاء لونهن وقال أبو عبيدة الحور هن شديدات بياض الأعين الشديدات سوادها واحدها حور والمرأة حوراء والعين جمع العيناء وهي عظيمة العينين 55 (يدعون فيها بكل فاكهة) اشتهوها (آمنين) من نفارها ومن مضرتها وقال قتادة آمنين من الموت والأوصاب والشياطين 56 (لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى) أي سوى الموتة الأولى التي ذاقوها في الدنيا وبعدها
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»