تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٦١
الجاثية الآية 28 32 25 27 (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين قال الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة (لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون) يعني الكافرين الذين هم أصحاب الأباطيل يظهر في ذلك اليوم خسرانهم بأن يصيروا إلى النار 28 (وترى كل أمة جاثية) باركة على الركب وهي جلسة المخاصم بين يدي الحاكم ينتظر القضاء من الله قال سلمان الفارسي إن في القيامة ساعة هي عشر سنين يخر الناس فيها جثاة على ركبهم حتى إبراهيم عليه السلام ينادي ربه لا أسألك إلا نفسي (كل أمة تدعى إلى كتابها) الذي فيه أعمالها وقرأ يعقوب (كل أمة) نصب ويقال لهم (اليوم تجزون ما كنتم تعملون) 29 (هذا كتابنا) يعني ديوان الحفظة (ينطق عليكم بالحق) يشهد عليكم ببيان شاف فكأنه ينطق وقيل المراد بالكتاب اللوح المحفوظ (إنا كنا نستنسخ ما كتم تعملون) أي نأمر الملائكة بنسخ أعمالكم أي بكتبها وإثباتها عليكم وقيل تستنسخ أي تأخذ نسخه وذلك أن الملكين يرفعان عمل الإنسان فيثبت الله منه ما كان له فيه ثواب أو عقاب ويطرح منه اللغو نحو قولهم هلم واذهب وقيل الاستنساخ من اللوح المحفوظ تنسخ الملائكة كل عام ما يكون أعمال من بني آدم والاستنساخ لا يكون إلا من أصل فينسخ كتاب من كتاب وقال الضحاك تستنسخ أي يثبت وقال السدي تكتب وقال الحسن تحفظ 30 (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين) الظفر الظاهر 31 (وأما الذين كفروا) يقال لهم (أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين) متكبرين كافرين 32 (وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها) قرأ حمزة (والساعة) نصب عطفها على الوعد وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء (قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا) أي ما نعلم ذلك إلا حدسا وتوهما (وما نحن بمستيقنين) أنها كائنة
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»