تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٥٨
الجاثية الآية 12 17 12 13 (الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض) ومعنى تسخيرها أنه خلقها لمنافعنا فهو مسخر لنا من حيث إنا ننتفع به (جميعا منه) فلا تجعلوا لله أندادا قال ابن عباس جميعا منه كل ذلك رحمة منه قال الزجاج كل ذلك تفضل منه وإحسان (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) 14 (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) أي لا يخافون وقائع الله ولا يبالون نقمته قال ابن عباس ومقاتل نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وذلك أن رجلا من بني غفار شتمه بمكة فهم عمر رضي الله تعالى عنه أن يبطش به فأنزل الله هذه الآية وأمره أن يعفو عنه وقال القرظي والسدي نزل في أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل مكة كانوا في أذى شديد من المشركين من قبل أن يؤمروا بالقتال فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله هذه الآية ثم نسختها آية القتال (ليجزي قوما) قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي (لنجزي) بالنون وقرأ الآخرون بالياء أي ليجزي الله وقرأ أبو جعفر (ليجزي) بضم الياء الأولى وسكون الثانية وفتح الزاي قال أبو عمرو وهو لحن قال الكسائي معناه ليجزي الجزاء قوما (بما كانوا يكسبون) 15 16 (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب) التوراة (والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات) الحلالات يعني المن والسلوى (وفضلناهم على العالمين) أي عالمي زمانهم قال ابن عباس لم يكن أحد من العالمين في زمانهم أكرم على الله ولا أحب إليه منهم 17 (وآتيناهم بينات من الأمر) يعني العلم بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم وما بين لهم من أمره (فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون)
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»