الدخان الآية 28 36 28 (كذلك) قال الكلبي كذلك أفعل بمن عصاني (وأورثناها قوما آخرين) يعني بني إسرائيل 29 (فما بكت عليهم السماء والأرض) وذلك أن المؤمن إذا مات تبكي عليه السماء والأرض أربعين صباحا وهؤلاء لم يكن يصعد لهم عمل صالح فتبكي السماء على فقده ولا لهم على الأرض عمر صالح فتبكي الأرض عليه أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أبو عبد الله الفنجوي ثنا أبو علي المقري ثنا أبو يعلي الموصلي ثنا أحمد بن إسحاق البصري ثنا مكي بن إبراهيم ثنا موسى بن عبيدة الزيدي أخبرني يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال \ ما من عبد إلا له في السماء بابان باب يخرج منه رزقه وباب يدخل فيه عمله فإذا مات فقداه وبكيا عليه \ ثم تلا (فما بكت عليهم السماء والأرض) قال عطاء بكاء السماء حمرة أطرافها قال السدي لما قتل الحسين بن علي بكت عليه السماء وبكاؤها حمرتها (وما كانوا منظرين) لم ينظروا حين أخذهم العذاب لتوبة ولا لغيرها 30 (ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين) قتل الأبناء واستحياء النساء والتعب في العمل 31 32 (من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين ولقد اخترناهم) يعني مؤمني بني إسرائيل (على علم) بهم (على العالمين) على عالمي زمانهم 33 (وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين) قال قتادة نعمة بينة من فلق البحر وتظليل الغمام وإنزال المن والسلوى والنعم التي أنعمها عليهم قال ابن زيد ابتلاهم بالرخاء والشدة وقرأ (ويبلوكم بالشر والخير فتنة) 34 35 (إن هؤلاء) يعني مشركي مكة (ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى) أي لا موتة إلا هذه التي نموتها في الدنيا ثم لابعث بعدها وهو قوله (وما نحن بمنشرين) بمبعوثين بعد موتتنا 36 37 (فأتوا بآبائنا) الذين ماتوا (إن كنتم صادقين) أنا نبعث أحياء بعد الموت ثم خوفهم مثل عذاب الأمم الخالية فقال (أهم خير أم قوم تبع) أي ليسوا خيرا منهم يعني أقوى وأشد وأكثر من قوع تبع قال قتادة هو تبع الحميري وكان سار بالجيوش حتى حير الحيرة وبني سمرقند وكان من
(١٥٢)