تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٤٢
الزخرف الآية 51 57 51 (ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار) أنهار النيل (تجري من تحتي) من تحت قصوري وقال قتادة يجري بين يدي في جناني وبساتيني وقال الحسن بأمري (أفلا تبصرون) عظمتي وشدة ملكي 52 (أم أنا خير) بل أنا خير (أم) بمعنى بل وليس بحرف عطف على قول أكثر المفسرين وقال الفراء الوقف على قوله (أم) وفيه إضمار مجازه أفلا تبصرون أم تبصرون ثم ابتدأ فقال أنا خير (من هذا الذي هو مهين) ضعيف حقير يعني موسى قوله (ولا يكاد يبين) يفصح بكلامه للثغته التي في لسانه 53 (فلولا ألقي عليه) إن كان صادقا (أسورة من ذهب) قرأ حفص ويعقوب (أسورة) جمع سوار وقرأ الآخرون (أساورة) على جمع الأسورة وهي جمع الجمع قال مجاهد كانوا إذا سودوا رجلا سوروه بسوار وطوقوه بطوق من ذهب يكون ذلك دلالة لسيادته فقال فرعون هلا ألقى رب موسى عليه أسورة من ذهب إن كان سيدا تجب علينا طاعته (أو جاء معه الملائكة مقترنين) متتابعين يتابع بعضهم بعضا يشهدون له بصدقه ويعينونه على أمره 54 قال الله تعالى (فاستخف قومه) أي استخف فرعون قومه القبط أي وجدهم جهالا وقيل حملهم على الخفة والجهل يقال استخفه عن رأيه إذا حمله على الجهل وأزال عن الصواب (فأطاعوه) على تكذيب موسى (إنهم كانوا قوما فاسقين) 55 56 (فلما آسفونا) أغضبونا (انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهم سلفا) قرأ حمزة والكسائي (سلفا) بضم السين واللام قال الفراء هو جمع سليف من سلف بضم اللام يسلف أي تقدم وقرأ الآخرون بفتح السين واللام على جميع السالف مثل حارس وحرس وخادم وخدم وراصد ورصد وهما جميعا الماضون المتقدمون من الأمم يقال سلف يسلف إذا تقدم والسلف من تقدم من الآباء فجعلناهم متقدمين ليتعظ بهم الآخرون (ومثلا للآخرين) عبرة وعظة لمن بقي بعدهم وقيل سلفا لكفار هذه الأمة إلى النار ومثلا لمن يجيء بعدهم 57 (ولما ضرب ابن مريم مثلا) قال ابن عباس وأكثر المفسرين أن الآية نزلت في مجادلة عبد الله بن الزبعري مع النبي صلى الله عليه وسلم في شأن عيسى عليه السلام لما نزل قوله تعالى (إنكم وما تعبدون من دون الله
(١٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»