تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٤٧
الزخرف الآية 82 88 لا شريك له ولا ولد قال ابن عباس (إن كان) أي ما كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين الشاهدين له بذلك جعل (إن) بمعنى الجحد وقال السدي معناه لو كان للرحمن ولد فأنا أول من أعبده بذلك ولن لا لود له وقيل العابدين بمعنى الآنفين يعني أول الجاحدين والمنكرين لما قلتم ويقال معناه أنا أول من غضب للرحمن أن يقال له ولد يقال عبد يعبد إذا أنف أو غضب عبدا وقال قوم قل ما يقال عبد فهو عابد إنما يقال عبد فهو عبد 82 ثم نزه نفسه فقال (سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون) عما يقولون من الكذب 83 (فذرهم يخوضوا) في باطلهم (ويلعبوا) في دنياهم (حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون) يعني يوم القيامة 84 (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) قال قتادة يعبد في السماء وفي الأرض لا إله إلا هو (وهو الحكيم) في تدبير خلقه (العليم) بمصالحهم 85 (تبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما وعنده علم الساعة وإليه ترجعون) قرأ ابن كثير والكسائي (يرجعون) بالياء والآخرون بالتاء 86 (ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق) وهم عيسى وعزير والملائكة فإنهم عبدوا من دون الله ولهم الشفاعة وعلى هذا يكون (من) في محل الرفع وقيل (من) في محل الخفض وأراد بالذين يدعون عيسى وعزير والملائكة يعني أنهم لا يملكون الشفاعة إلا لمن شهد الحق والأول أصح وأراد بشهادة الحق قوله لا إله إلا الله كلمة التوحيد (وهم يعلمون) بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم 87 (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون) يصرفون عن عبادته 88 (وقيله يا رب) يعني قول محمد صلى الله عليه وسلم شاكيا إلى ربه يا رب (إن هؤلاء قوم لا يؤمنون) قرأ عاصم وحمزة (وقيله) بجر اللام والهاء على معنى وعنده علم الساعة وعلم قيله يا رب وقرأ الآخرون بالنصب وله وجهان أحدهما معناه أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم وقيله يا رب والثاني وقال قيله
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»