تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ١٠٨
فصلت الآية 8 11 وكان يقول الزكاة قنطرة الإسلام فمن قطعها نجا ومن تخلف عنها هلك وقال الضحاك ومقاتل لا ينفقون في الطاعة ولا يتصدقون وقال مجاهد لا يزكون أعمالهم (وهم بالآخرة هم كافرون) 8 (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) قال ابن عباس غير مقطوع وقال مقاتل غير منقوص ومنه المنون لأنه ينقص منة الإنسان وقوته وقيل غير ممنون عليهم به وقال مجاهد غير محسوب وقال السدي نزلت هذه الآية في المرضى والزمنى والهرمى إذا عجزوا عن الطاعة يكتب لهم كأصح ما كانوا يعلمون فيه أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به أكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه أو أكفته إلي \ 9 قوله عز وجل (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين) يوم الأحد والاثنين (وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين) 10 (وجعل فيها) أي في الأرض (رواسي) جبالا ثوابت (من فوقها) من فوق الأرض (وبارك فيها) أي في الأرض بما خلق فيها من البحار والأنهار والأشجار والثمار (وقدر فيها أقواتها) قال الحسن ومقاتل قسم في الأرض أرزاق العباد والبهائم وقال عكرمة والضحاك قدر في كل بلدة ما لم يجعله في الأخرى ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة من بلد إلى بلد قال الكلبي قدر الخبز لأهل قطر والذرة لأهل قطر والسمك لأهل قطر وكذلك أقواتها (في أربعة أيام) يريد خلق ما في الأرض وقدر الأقوات في يومين يوم الثلاثاء والأربعاء فهما مع الأحد والاثنين أربعة أيام رد الآخر على الأول في الذكر كما تقول تزوجت أمس امرأة واليوم ثنتين وإحداهما هي التي تزوجها بالأمس (سواء للسائلين) قرأ أبو جعفر (سواء) رفع على الابتداء أي هي سواء وقرأ يعقوب بالجر على نعت قوله (في أربعة أيام) وقرأ الآخرون (سواء) نصب على المصدر استوت استواء ومعناه سواء للسائلين عن ذلك قال قتادة والسدي من سأل عنه فهكذا الأمر سواء لا زيادة ولا نقصان جوابا لمن سأل في كم خلقت الأرض والأقوات
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»