سورة النحل من الآية 112 وحتى الآية 117 رغدا من كل مكان) يحمل إليها من البر والبحر نظيره (تجبى إليه ثمرات كل شيء) (فكفرت بأنعم الله) جمع النعمة وقيل جمع نعماء مثل بأساء وأبؤس (فأذاقها الله لباس الجوع) ابتلاهم الله بالجوع سبع سنين وقطعت العرب عنهم الميرة بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جهدوا وأكلوا العظام المحرقة والجيف والكلاب الميتة والعهن وهو الوبر يعالج بالدم حتى كان أحدهم ينظر إلى السماء فيرى شبه دخان من الجوع ثم إن رؤساء مكة كلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا ما هذا هبك عاديت الرجال فما بال النساء والصبيان فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس بحمل الطعام إليهم وهم بعد مشركون وذكر اللباس لأن ما أصابهم من الهزال والشحوب وتغير ظاهرهم عما كانوا عليه من قبل كاللباس لهم (والخوف) يعني بعوث النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه التي كانت تطيف بهم (بما كانوا يصنعون) 113 (ولقد جاءهم رسول منهم) محمد صلى الله عليه وسلم (فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون) 114 (فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون) 115 (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم) 116 قوله تعالى (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب) أي لا تقولوا لوصف ألسنتكم أو لأجل وصفكم الكذب أي أنكم تحلون وتحرمون لأجل الكذب لا لغيره (هذا حلال وهذا حرام) يعني البحيرة والسائبة (لتفتروا على الله الكذب) فتقولون إن الله أمرنا بهذا (إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) لا ينجون من عذاب الله 117 (متاع قليل) يعني الذي هم فيه متاع قليل أو لهم متاع قليل في الدنيا (ولهم عذاب أليم) في الآخرة
(٨٨)