سورة النحل من الآية 124 وحتى الآية 128 نهاية السورة 124 قوله تعالى (إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه) أي خالفوا فيه قيل معناه إنما جعل السبت لعنة على الذين اختلفوا فيه وقيل معناه ما فرض الله تعظيم السبت وتحريمه إلا على الذين اختلفوا فيه يعني اليهود فقال قوم هو أعظم الأيام لأن الله تعالى فرغ من خلق الأشياء يوم الجمعة ثم سبت يوم السبت وقال قوم بل أعظم الأيام هو يوم الأحد لأن الله تعالى ابتدأ فيه خلق الأشياء فاختاروا تعظيم غير ما فرض الله عليهم وقد افترض عليهم تعظيم يوم الجمعة قال الكلبي أمرهم موسى بالجمعة فقال تفرغوا لله في كل سبعة أيام يوما فاعبدوه يوم الجمعة ولا تعملوا فيه لصنيعكم وستة أيام لصناعتكم فأبوا وقالوا لا نريد إلا اليوم الذي فرغ الله فيه من الخلق السبت فجعل ذلك اليوم عليهم وشدد عليهم فيه ثم جاءهم عيسى عليه السلام بيوم الجمعة فقالوا لا نريد أن يكون عيدهم بعد عيدنا يعنون اليهود فاتخذوا الأحد فأعطى الله الجمعة هذه الأمة فقبلوها وبورك لهم فيها أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي أنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي ثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي أنبأنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال ثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم \ يعني يوم الجمعة \ فاختلفوا فيه فهدانا الله له والناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد \ قال الله تعالى (إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه) قال قتادة الذين اختلفوا هم اليهود استحله بعضهم وحرمه بعضهم (وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) 125 (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة) بالقرآن (والموعظة الحسنة) يعني مواعظ القرآن وقيل الموعظة الحسنة هي الدعاء إلى الله بالترغيب والترهيب وقيل هو قول اللين الرقيق من غير تغليظ ولا تعنيف (وجادلهم بالتي هي أحسن) وخاصمهم وناظرهم بالخصومة التي هي أحسن أي أعرض عن أذاهم ولا تقصر في تبليغ الرسالة والدعاء إلى الحق نسختها آية القتال (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) 126 (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) هذه الآيات نزلت بالمدينة في شهداء أحد وذلك أن المسلمين
(٩٠)