تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٨٩
سورة النحل من الآية 118 وحتى الآية 123 (وعلى الذين هادوا حرما ما قصصنا عليك من قبل) يعني في سورة الأنعام وقوله تعالى 118 (وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر) الآية (وما ظلمناهم) رتحيم ذلك عليهم (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون فحرمنا عليهم ببغيهم) 119 (ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا) يعني بالإصلاح الاستقامة على التوبة (إن ربك من بعدها) أي من بعد الجهالة (لغفور رحيم) 120 قوله تعالى (إن إبراهيم كان أمة) قال ابن مسعود الأمة معلم الخير أي كان معلم الخير يأثم به أهل الدنيا وقد اجتمع فيه من الخصال الحميدة ما اجتمع في أمة قال مجاهد كان مؤمنا وحده والناس كلهم كفار قال قتادة ليس من أهل دين إلا يتولونه ويرضونه (قانتا لله) مطيعا وقيل قائما بأوامر الله تعالى (حنيفا) مستقيما على دين الإسلام وقيل مخلصا (ولم يك من المشركين) 121 (شاكرا لأنعمه اجتباه) اختاره (وهداه إلى صراط مستقيم) أي إلى دين الحق 122 (وآتيناه في الدنيا حسنة) يعني الرسالة والخلة وقيل لسان الصدق والثناء والحسن وقال مقاتل بن حيان يعني الصلاة عليه في قول هذه الأمة اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وقيل أولادا أبرارا على الكبر وقيل القبول العام في جميع الأمم (وإنه في الآخرة لمن الصالحين) مع آبائه الصالحين في الجنة وفي الآية تقديم وتأخير وتأخير مجاه وآتيناه في الدنيا والآخرة حسنة وإنه لمن الصالحين 123 (ثم أوحينا إليك) يا محمد (أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا) حاجا مسلما (وما كان من المشركين) وقال أهل الأصول كان النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بشريعة إبراهيم إلا ما نسخ في شريعته وما لم ينسخ صار شرعا
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»