تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٨٤
سورة النحل من الآية 98 وحتى الآية 102 الطاعة قال أبو بكر الوراق هي حلاوة الطاعة وقال مجاهد وقتادة هي الجنة ورواه عوف عن الحسن وقال لا تطيب الحياة لأحد إلا في الجنة (ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) 98 قوله سبحانه وتعالى (فإذا قرأت القرآن) أي إذا أردت قراءة القرآن (فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) كقوله تعالى (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا) والاستعاذة سنة عند قراءة القرآن وأكثر العلماء على أن الاستعاذة قبل القراءة وقال أبو هريرة بعدها ولفظة أن يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد أنا شعبة عن عمرو بن مرة سمعت عاصما عن ابن جبير بن مطعم عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قال فكبر فقال الله أكبر كبيرا ثلاث مرات والحمد لله كثيرا ثلاث مرات وسبحان الله بكرة وأصيلا ثلاث مرات اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ولمزه ونفخه ونفثه قال عمر ونفخه الكبر ونفثه الشعر وهمزة الموتة والموتة الجنون والاستعاذة بالله هي الاعتصام به 99 (إنه ليس له سلطان) حجة وولاية (على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) قال سفيان ليس له سلطان على أن يحملهم على ذنب لا يغفر 100 (إنما سلطانه على الذين يتولونه) يطيعونه ويدخلونه في ولايته (والذين هم به مشركون) أي بالله مشركون وقيل الكناية راجعة إلى الشيطان ومجاه الذين هم من أجله مشركون بالله 101 (وإذا بدلنا آية مكان آية) يعني وإذا نسخنا حكم آية فأبدلنا مكانه حكما آخر (والله أعلم بما ينزل) أعلم بما هو أصلح لخلقه فيما يغير ويبدل من أحكامه (قالوا إنما أنت) يا محمد (مفتر) مختلق وذلك أن المشركين قالوا إن محمدا يسخر بأصحابه يأمرهم اليوم بأمر وينهاهم عنه غدا ما هو إلا مفتر يتقوله من تلقاء نفسه قال الله (بل أكثرهم لا يعلمون) حقيقة القرآن وبيان الناسخ والمنسوخ 102 (قل نزله) يعني القرآن (روح القدس) جبريل (من ربك بالحق) بالصدق (ليثبت
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»