تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٨١
سورة النحل من الآية 86 وحتى الآية 89 85 (وإذا رأى الذين ظلموا) كفروا (العذاب) يعني جهنم (فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون) 86 (وإذا رأى الذين أشركوا) يوم القيامة (شركاءهم) أوثانهم (قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا من دونك) أربابا ونعبدهم (فألقوا) يعني الأوثان (إليهم القول) أي قالوا لهم (إنكم لكاذبون) في تسميتنا آلهة ما دعوناكم إلى عبادتنا 87 (وألقوا) يعني المشركين (إلى الله يومئذ السلم) استسلموا وانقادوا لحكمه فيهم ولم تغن عنهم آلهتهم شيئا (وضل) وزال (عنهم ما كانوا يفترون) من أنها تشفع لهم 88 (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) منعوا الناس عن طريق الحق (زدناهم عذابا فوق العذاب) قال عبد الله عقارب لها أنياب أمثال النخل الطوال وقال سعيد بن جبير حيات أمثال البخت وعقارب أمثال البغال تسلع إحداهن اللسعة يجد صاحبها حمتها أربعين خريفا وقال ابن عباس ومقاتل يعني خمسة أنهار من صفر مذاب كالنار تسيل من تحت العرش يعذبون بها ثلاثة على مقدار الليل واثنان على مقدار النهار وقيل إنهم يخرجون من حر النار إلى برد الزمهرير فيبادرون من شدة الزمهرير إلى النار مستغيثين بها وقيل يضاعف لهم العذاب (بما كانوا يفسدون) في الدنيا بالكفر وصد الناس عن الإيمان 89 (ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم) يعني نبيا لأن الأنبياء كانت تبعث إلى الأمم منهم (وجئنا بك) يا محمد (شهيدا على هؤلاء) الذين بعثت إليهم (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا) بيانا (لكل شيء) يحتاج إليه من الأمر والنهي والحلال والحرام والحدود والأحكام (وهدى) من الضلالة (ورحمة وبشرى) بشارة (للمسلمين) 90 (إن الله يأمر بالعدل) بالإنصاف (والإحسان) إلى الناس وعن ابن عباس العدل التوحيد والإحسان أداء الفرائض وعنه أيضا الإحسان الإخلاص في التوحيد وذلك معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم \ الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه \ وقال مقاتل العدل التوحيد والإحسان العفو عن الناس
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»