تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٥٨
الدنيا قالوا الحق فأقروا به حين لا ينفعهم الإقرار 24 قوله تعالى (قل من يرزقكم من السماوات والأرض) فالرزق من السماوات المطر ومن الأرض النبات (قل الله) أي إن لم يقروا رازقنا الله فقل أنت إن رازقكم هو الله (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين) ليس هذا على طريق الشك ولكن على جهة الإنصاف في الحجاج كما يقول القائل للآخر أحدنا كاذب وهو علم أنه صادق وصاحبه كاذب والمعنى ما نحن وأنتم على أمر واحد بل أحد الفريقين مهتد والآخر ضال فالنبي صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه على الهدى ومن خالفه في ضلال فكذبهم فكذبهم من غير أن يصرح بالتكذيب وقال بعضهم أو بمعنى الواو والألف فيه صلة كأنه قال وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين يعني على الهدى وأنتم الضلال 25 (قل لا تسئلون عما أجرمنا ولا نسئل عما تعملون) 26 (قل يجمع بيننا ربنا) يعني يوم القيامة (ثم يفتح) يقضي (بيننا بالحق وهو الفتاح العليم) 27 (قل أروني الذين ألحقتم به شركاء) أي أعلموني الذين ألحقتموهم به أي بالله شركاء في العبادة معه هل يخلقون وهل يرزقون (كلا) لا يخلقون ولا يرزقون (بل هو الله العزيز) الغالب على أمره (الحكيم) في تدبيره لخلقه فأنى يكون له شريك في ملكه سورة سبأ 28 31 28 (قوله عز وجل (وما أرسلناك إلا كافة للناس) يعني للناس أحمرهم وأسودهم (بشيرا ونذيرا) أي مبشرا ومنذرا (لكن أكثر الناس لا يعلمون) وروينا عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة وقيل كافة أي كافا يكفهم عما هم عليه من الكفر والهاء للمبالغة 29 (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) يعني القيامة 30 (قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون) أي لا تتقدمون عليه يعني يوم القيامة وقال الضحاك يوم الموت لا تتأخرون عنه ولا تتقدمون بأن يزاد في أجلكم أو ينقص منه 31 (وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه) يعني التوراة والإنجيل (ولو ترى) يا محمد (إذ الظالمون موقوفون) محبوسون (عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول) يرد
(٥٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 553 554 555 556 557 558 559 560 561 562 563 ... » »»