تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٦١
عبد الحميد بن الحس الهلالي أنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة وكل ما انفق الرجل على نفسه وأهله كتب له صدقة وما وقى الرجل به عرضة كتب له به صدقة قلت ما يعني وقى الرجل عرضه قال ما أعطى الشاعر وذا اللسان للتقى وما انفق المؤمن من نفقة فعلى الله خلفها ضامنا إلا ما كان من فقة في بنيان أو في معصية الله عز وجل قوله قلت ما يعني يقول عبد الحميد لمحمد بن المنكدر قال مجاهد إذا كان في يد أحدكم شيء فليقتصد ولا يتأول هذه الآية (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه) فإن الرزق مقسوم لعل رزقه قليل وهو ينفق نفقة الموسع عليه ومعنى الآية وما كان من خلف فهو منه سورة سبأ (40 44) 40 قوله تعالى (ويوم نحشرهم) قرأ يعقوب وحفص (يحشرهم) ويقول بالياء فيهما وقرأ الآخرون بالنون (جميعا) يعني هؤلاء الكفار (ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون) في الدنيا قال قتادة هذا استفهام تقرير كقوله تعالى لعيسى (اانت قلت للناس اتخذوني وأمي الهين من دون الله) فتتبرأ منهم الملائكة 41 (قالوا سبحانك تنزيها لك (أنت ولينا من دونهم) أي نحن نتولاك ولا نتولاهم (بل كانوا يعبدون الجن) يعني الشياطين فإن قيل لهم كانوا يعبدون الملائكة فكيف وجه قوله (يبعدون الجن) قيل أراد الشياطين زينوا لهم عبادة الملائكة فهم كانوا يطيعون الشياطين في عبادة الملائكة فقوله (يعبدون) أي يطيعون الجن (أكثرهم بهم مؤمنون) يعني مصدقون للشياطين 42 ثم يقول الله (فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا) بالشفاعة (ولا ضرا) بالعذاب يريد انهم عاجزون لا نفع عندهم ولا ضر (ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون) 43 (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا) يعنون محمد صلى الله عليه وسلم (إلا رجل يريد أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالوا ما هذا إلا افك مفترى) يعنون القرآن (وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا
(٥٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 ... » »»