دابة الأرض) وهي الأرضة التي (تأكل منسأته) يعني عصاه قرأ أهل المدينة وأبو عمر (منسأته) بغير همز وقرأ الباقون بالهمز وهما لغتان ويسكن ابن عامر الهمز وأصلها من نسأت الغنم أي زجرتها وسقتها ومنه نسأ الله في أجله أي أخره (فلما خر) أي سقط على الأرض (تبينت الجن) أي علمت الجن وأيقنت (أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) أي في التعب والشقاة مسخرين لسليمان وهو ميت يظنونه حيا أراد الله بذلك أن علم الجن أنهم لا يعلمون الغيب لأنهم كانوا يظنون أنهم يعلمون الغيب لغلبة الجهل عليهم وذكر الأزهري أن معناه تبينت الجن أي ظهرت وانكشفت الجن للإنس أي ظهر أمرهم أنهم لا يعلمون لأنهم كانوا قد شبهوا على الإنس ذلك وفي قراءة ابن مسعود وابن عباس تبينت الإنس أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين أي علمت الإنس وأيقنت ذلك وقرأ يعقوب (تبينت) بضم التاء وكسر الياء أي أعلمت الإنس الجن ذكر بلفظ ما لم يسم فاعله وتبين لازم ومتعد وذكر أهل التاريخ أن سليمان كان عمره ثلاثا وخمسين سنة ومدة ملكه أربعون سنة وملك يوم ملك وهو ابن ثلاث عشر سنة وابتدأ في بناء بيت المقدس لأربع سنين مضين من ملكه سورة سبأ 15 16 15 قوله عز وجل (لقد كان لسبأ) روى أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك القطيعي قال قال رجل يا رسول الله أخبرني عن سبأ كان رجلا أو امرأة أو أرضا قال كان رجلا من العرب وله عشرة من الولد تيامن منهم ستة وتشاءم أربعة فأما الذين تيامنوا فكندة والأشعريون والأرض ومذحج وإنمار وجمير فقال رجل وما إنمار فقال الذين تشاءموا فعاملة وجذام ولخم وغسان وسبأ هو ابن يشجب بن يعرب بن قحطان (في مسكنهم) قرأ حمزة وحفص (مسكنهم بفتح الكاف على الواحد وقرأ الكسائي بكسر الكاف وقرأ الآخرون (مساكنهم) على الجمع وكانت مساكنهم بمأرب من اليمن (آية) دلالة على وحدانيتنا وقدرتنا ثم فسر الآية فقال (جنتان) أي هي جنتان بستانان) عن يمين وشمال) أي عن يمين الوادي وشماله وقيل عن يمين من أتاهماوشماله وكان لهما واد قد أحاطت الجنتان بذلك الوادي (كلوا) أي وقيل لهم كلوا (من رزق ربكم) يعني من ثمار الجنتين قال السدي ومقاتل كانت المرأة تحمل مكتلها على رأسها وتمر بالجنتين فيمتلئ مكتلها من أنواع الفواكه من غير أن تمس شيئا بيدها (واشكروا له) أي على ما رزقكم من النعمة والمعنى اعملوا بطاعته
(٥٥٣)