سورة سبأ 23 27 23 (ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له) الله في الشفاعة قال له تكذيبا لهم حيث قالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله ويجوز أن يكون المعنى إلا لمن أذن الله له أن يشفع له وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي) (أذن) بضم الهمزة (حتى إذا فزع على قلوبهم) قرأ ابن عامر ويعقوب بفتح الفاء وكسر الزاي أي كشف الفزع وأخرج عن قلوبهم فالتفريغ إزالة الفزع كالتمريض والتفريد واختلفوا في الموصوفين بهذه الصفة فقال قوم هم الملائكة ثم اختلفوا في ذلك السبب فقال بعضهم إنما يفزع عن قلوبهم من غشية نصيبهم عند سماع كلام الله عز وجل وروينا عن أبي هريرة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم (قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير) أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي قال أنبأني محمد بن الفضل بن محمد أنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة أنا زكريا بن يحي بن أبان المصري أنا نعيم بن حماد أنا أبو الوليد بم مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن ابن أبي زكريا عن رجاء بن حيوة عن النواس بن سمعان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة أو قال رعدة شديدة خوفا من الله تعالى فإذا سمع بذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيقول جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد ثم يمر جبريل على الملائكة كلما مر على سماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول جبريل قال الحق وهو العلي الكبير قال فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل فينتهي جبريل بالوحي حيث أمره الله وقال بعضهم إنما يفزعون حذرا من قيام الساعة قال مقاتل والكلبي والسدي كانت الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام خمسمائة وخمسين سنة وقيل ستمائة سنة لم تسمع الملائكة فيها وحيا فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم أهل السماوات بعثته من أشراط الساعة إلى محمد صلى الله عليه وسلم فلما سمعت الملائكة ظنوا أنها الساعة لأن محمدا صلى الله عليه وسلم عند أهل السماوات بعته من أشراط الساعة فصعقوا مما سمعوا خوفا من قيام الساعة فلما انحدر جبريل جعل يمر بأهل كل سماء فيكشف عنهم فيرفعون رؤسهم ويقول بعضهم لبعض ماذا قال ربكم قالوا قال الحق يعني الوحي وهو العلي الكبير وقال جماعة الموصوفون بذلك المشركين قال الحسن وابن زيد حتى إذا كشف الغزع عن قولب المشركين عند نزول الموت بهم إقامة للحجة عليهم قالت لهم الملائكة ماذا قال ربكم في
(٥٥٧)