تفسير البغوي - البغوي - ج ٣ - الصفحة ٥٦٢
إلا سحر مبين) أي بين 44 (وما اتيناهم) يعني هؤلاء المشركين (من كتب يدرسونها) يقرؤونها (وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير) أي لم يأت العرب قبلك نبي ولا نزل عليهم كتاب سورة سبأ (45 49) 45 (وكذب الذين من قبلهم) من الأمم رسلنا وهم عاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وغيرهم (وما بلغوا) يعني هؤلاء المشركين (معشار) أي عشر (ما آتيناهم) أي أعطينا الأمم الخالية من القوة والنعمة وطول العمر (فكذبوا رسلي فكيف كان نكير) أي انكاري وتغييري عليهم يحذر كفار هذه الأمة عذاب الأمم الماضية 46 (قل إنما أعظكم بواحدة) أي بخصلة واحدة ثم بين تلك الخصلة فقال (أن تقوموا لله) أي أجل الله (مثنى) أين اثنين اثنين (وفرادى) أي واحدا واحدا (ثم تتفكروا) جميعا أي تجتمعون فتنظرون وتتحاورون وتنفردون فتفكرون في حال محمد صلى الله عليه وسلم فتعلموا (ما بصاحبكم من جنة) أي جنون وليس المراد من القيام القيام الذي هو ضد الجلوس وانما هو قيام بالأمر الذي هو في طلب الحق كقوله (وأن تقوموا لليتامى بالقسط) (وإن هو) ما هو (إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد) قال مقاتل تم الكلام عند قوله ثم تتفكروا أي في خلق السماوات والأرض فتعلموا أن خالقها واحد لا شريك له ثم ابتدأ فقال ما بصاحبكم من جنة 47 (قل ما سألتكم عليه) على تبليغ الرسالة (من اجر) جعل (فهو لكم) يقول قل لا أسألكم على تبليغ الرسالة اجرا فتفهموني ومعنى قوله (فهو لكم) أي لم أسألكم شيئا كقول القائل ما لي من هذا فقد وهبته لك يريد ليس لي فيه شيء (إن أجري) ما ثوابي (إلا على الله وهو على كل شيء شهيد) 48 (قل إن ربي يقذف بالحق) والقذف الرمي بالسهم والحصى والكلام ومعناه أتى بالحق وبالوحي ينزله من السماء فيقذفه إلى الأنبياء (علام الغيوب) رفع بخبر أن أي وهو علام الغيوب 49 (قل جاء الحق) يعني القرآن والإسلام (وما يبدئ الباطل وما يعيد) أي ذهب الباطل وزهق
(٥٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 ... » »»