مسيرة شهر وكانت تسير به في يوم واحد مسيرة شهرين قال الحسن كان يغدو من دمشق فيقبل بإصطخر وبينهما مسيرة شهر ثم يروح من إصطخر فيبيت بكابل وبينهما مسيرة شهر لراكب المسرع وقيل إنه كان يتغذى باري ويتعشى بسمرقند (وأسلنا له عين القطر) أي أذبنا له عين النحاس والقطر النحاس قال أهل التفسير أجريت له عين النحاس ثلاثة أيام بلياليهن كجري الماء وكان بأرض اليمن وإنما ينتفع الناس اليوم بما أخرج الله لسليمان (ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه) بأمر ربه قال ابن عباس سخر الله الجن لسليمان وأمرهم بطاعته فيما يأمرهم به (ومن يزغ) أي يعدل (منهم) من الجن (عن أمرنا) الذي أمرنا به من طاعة سليمان (نذقه من عذاب السعير 9 في الآخرة وقال بعضهم في الدنيا وذلك أن الله عز وجل وكل بهم ملكا بيده سوط من نار فمن زاغ منهم عن أمر سليمان ضربه ضربة أحرقته سورة سبأ (13 14) 13 (يعملون له ما يشاء من محاريب) أي مساجد والأبنية المرتفعة وكان مما عملوا في بيت المقدس ابتدأه داود ورفعه قدر قامة رجل فأوحى الله إليه إني لم أقض ذلك على يدك ولكن ابن لك ولكن ابن لك أملكه بعدك اسمه سليمان أقضي تمامه على يده فلما توفاه الله استخلف سليمان فأحب إتمام بناء بيت المقدس فجمع الجن والشياطين وقسم عليهم الأعمال فخص كل طائفة منهم بعمل يستصلحه لهم فأرسل الجن والشياطين في تحصيل الرخام والميها الأبيض من معادنه وأمر ببناء المدينة بالرخام والصفاح وجعلها اثني عشر ربضا وأنزل كل ربض منها سبطا من الأسباط وكانوا اثني عشر سبطا فلما فرغ من بناء المدينة ابتدأ في بناء المسجد فوجد الشياطين فرقا فرقا يستخرجون الذهب والفضة والياقوت من معادنها والدر الصافي من البحر وفرقا يقلعون الجواهر والحجارة من أماكنها وفرقا يأتونه بالمسك والعنبر وسائر الطيب من أماكنها فأتى من ذلك بشيء لا يحصيه إلا الله عز وجل ثم أحضر الصناعين وأمرهم بنحت تلك الحجارة المرتفعة وتصييرها ألواحا وإصلاح تلك الجواهر وثقب اليواقيت واللآلئ فبنى المسجد بالرخام الأبيض والأصفر والأخضر وعمدة بأساطين الميها الصافي وسقفه بألواح الجواهر الثمينة وفصص سقوفه وحيطانه باللآلئ واليواقيت وسائر الجواهر وبسط أرضه بألواح الفيروزج فلم يكن يومئذ في الأرض بيت أبهى ولا أنور من ذلك المسجد وكان يضئ في الظلمة كالقمر ليلة البدر فلما فرغ منه جمع إليه أحبار بني إسرائيل فأعلمهم أنه بناه لله عز وجل وأن كل شيء فيه خالص لله واتخذ ذلك اليوم الذي فرغ منه عيدا وروى عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس
(٥٥١)