بني أسد وحيي بن اخطب في يهود بني قريظة (ومن أسفل منكم) يعني من بطن الوادي من قبل المغرب وهم قريش وكنانة عليهم أبو سفيان بن حرب في قريش ومن تبعه وأبو الأعور عمرو بن سفيان السلمي من قبل الخندق وكان السبب الذي جر غزوة الخندق فيما قيل اجلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير من ديارهم (وإذ زاغت الابصار) مالت وشخصت من الرعب وقيل مالت عن كل شيء فلم تنظر إلى غدوها (وبلغت القلوب الحناجر) فزالت عن أماكنها حتى بلغت الحلوق من الفزع والحنجرة جوف الحلقوم وهذا على التمثيل عبر به عن شدة الخوف قال الفراء معناه انهم جبنوا وسبيل الجبان إذا اشتد خوفه أن تنتفخ رئته فإذا انتفخت الرئة رفعت القلب إلى الحنجرة ولهذا يقال للجبان انتفخ سحره (وتظنون بالله الظنونا) أي اختلفت الظنون فظن المنافقون استئصال محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي عنهم وظن المؤمنون النصر والظفر لهم قرأ أهل المدينة والشام وأبو بكر الظنونا والرسولا والسبيلا بإثبات الألف وصلا ووقفا لأنها مثبة في المصاحف بالألف وقرأ أهل البصرة وحمزة بغير الألف في الحالين على الأصل وقرأ الآخرون بالألف في الوقف دون الوصل لموافقة رؤس الآي سورة الأحزاب (11 14) 11 (هنالك ابتلي) أي عند ذلك اختبر (المؤمنون) بالحصر والقتال ليتبين المخلص من المنافق (وزلزلوا زلزالا شديدا) حركوا حركة شديدة 12 (وإذ يقول المنافقون) معتب بن قشير وقيل عبد الله بن أبي وأصحابه (والذين في قلوبهم مرض) شك وضعف اعتقاد (ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) وهو قول أهل النفاق يعدنا محمد فتح قصور الشام وفارس واحدنا لا يستطيع أن يجاوز رحله هذا والله الغرور 13 (وإذ قالت طائفة منهم) أي من المنافقين وهم أوس بن قيظي وأصحابه (يا أهل يثرب) يعني المدينة قال أبو عبيدة يثرب وقال هي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم في ناحية منها وفي بعض الأخبار أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تسمى المدينة يثرب وقال هي طابة كأنه كره هذا اللفظ (لا مقام لكم) قرأ العامة بفتح الميم أي لا مكانه لكم تنزلون وتقيمون فيه وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي وحفص بضم الميم أي لا إقامة لكم (فارجعوا) إلى منازلكم عن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم وقيل عن القتال إلى مساكنكم (ويستأذن فريق منهم النبي) وهم بنو حارثة وبنو سلمة (يقولون إن بيوتنا عورة) أي خالية ضائعة وهو مما يلي العدو نخشى عليها السراق وقرأ أبو رجاء
(٥١٦)